وَفِي نصف صفر: ابْتَدَأَ السُّلْطَان بعمارة مدرسة بالصوة تجاه الطبلخاناه من قلعة الْجَبَل وَشرع فِي هدم بَيت الْأَمِير سُنقر الجمالي ليضيفه إِلَيْهَا. وَفِي هَذَا الشَّهْر: وجد فِي قصر الحجازية من الْقَاهِرَة - حَيْثُ كَانَ بَاب الزمرد أحد أَبْوَاب الْقصر الفاطمي - تجاه رحبة بَاب الْعِيد عمودان عظيمان إِلَى الْغَايَة تَحت ردم فرسم بسحبهما إِلَى عمَارَة السُّلْطَان فأعيا العتالون أَمرهمَا وعجزوا عَن شحطهما لكبرهما فَانْتدبَ ابْن عايد رايس الْخلَافَة وَإِلَيْهِ أَمر الحراقة السُّلْطَانِيَّة لذَلِك وَعمل حركات هندسية فانجرا مَعَ تِلْكَ الحركات بطول شَارِع الْقَاهِرَة إِلَى تَحت القلعة حَيْثُ الْعِمَارَة فِي عدَّة أَيَّام كَانَ للعامة فِيهَا اجتماعات بطبولهم وزمورهم وَقَالُوا من نزهاتهم فِي جر العامود غناء تداولته ألسنتهم عدَّة سِنِين واقترحوا بالإسكندرية قماشاً سموهُ جر العامود للبس النِّسَاء من الْحَرِير. فَلَمَّا وصل العمودان إِلَى الْعِمَارَة انْكَسَرَ أكبرهما نِصْفَيْنِ. وَفِي خَامِس شهر ربيع الأول: خلع على الْأَمِير تمرباي التُّمُرْتَاشِيّ وَاسْتقر فِي نِيَابَة الكرك عوضا عَن طَيدَمُر البالسي. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشرينه: خلع على الصاحب تَاج الدّين النشو الْمَالِكِي وأَعيد إِلَى الوزارة بعد إِبْطَالهَا وخلع على أَمِين الدّين أَمِين وَاسْتقر فِي نظر الدولة بمفرده وعزل الْأَمِير شرف الدّين مُوسَى بن الأزكشي من الْإِشَارَة. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس عشْرين شهر وَبيع الاخر: خلع على الْأَمِير أقتمر الصاحبي الْحَنْبَلِيّ وَاسْتقر نَائِب السُّلْطَان عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين منجك بِحكم وَفَاته فَخرج وَجلسَ بدار النِّيَابَة من قلعة الْجَبَل على الْعَادة وأمضى الْأُمُور وَحكم بَين المتخاصمين. وَفِيه اسْتَقر ولي الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أبي الْبَقَاء فِي قَضَاء الْقُضَاة بِدِمَشْق بعد موت أَبِيه وَحمل إِلَيْهِ التَّقْلِيد والخلعة على الْبَرِيد.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute