للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إِلَى مَكَّة وَسَار مَعَه قَلِيل من النَّاس وَمضى الْأُمَرَاء نَحْو الْقَاهِرَة وَلَا علم لَهُم بالسلطان حَتَّى نزلُوا نخل فَبَلغهُمْ أَن عدَّة من النَّاس مرت بهم بَعضهم على رواحل وَبَعْضهمْ على خيل تُرِيدُ نَاحيَة الْقَاهِرَة فَعَلمُوا أَنه السُّلْطَان فخاف المماليك عَاقِبَة أَمرهم وَأَن يتَّفق لَهُم مَا اتّفق على الأجلاب بعد وَاقعَة الْأَمِير أسندمر فمالوا على خَزَائِن السُّلْطَان المحمولة فِي الطّلب ونهبوها وتقاسموا مَا بقى فِيهَا وَتوجه عدَّة مِنْهُم إِلَى جِهَة الشَّام وَبقيت طَائِفَة صُحْبَة الْأَمِير طشتمر الدوادار وَمَعَهُ الْخَلِيفَة وَكَاتب السِّرّ وناظر الْجَيْش وقاضى الْقُضَاة بدر الدّين الإخناى والحريم السلطانى وعدة كَبِيرَة من الْحجَّاج وَقد أَرَادوا الْخَلِيفَة أَن يقوم بِالْأَمر من غير سُلْطَان ويستبد بالمملكة ويكونوا عونا لَهُ على من خَالفه فَلم يوافقهم على ذَلِك وهم يلحون فِي سُؤَاله حَتَّى نزلُوا عجرود بَلغهُمْ مَا وَقع من قيام المماليك وسلطة أَمِير على ابْن السُّلْطَان وظفرهم بالأمراء وَالسُّلْطَان وقتلهم فَسَارُوا وَقد أمنُوا من السُّلْطَان وَكَانُوا على تخوف شَدِيد مِنْهُ أَن يظفر بهم ويقتلهم حَتَّى نزلُوا بركَة الْحجَّاج بعث الْأُمَرَاء القائمون بالدولة طَائِفَة من المماليك الأجلاب لِحَرْب الْأَمِير طشتمر وَعَلَيْهِم الْأَمِير أَحْمد بن همز فَلَقِيَهُمْ الْأَمِير قطلوا آقتمر العلاى الطَّوِيل - وَكَانَ طَلِيعَة الْأَمِير طشتمر - فكسرهم وَركب أقفيتهم إِلَى قرب قلعة الْجَبَل فتكاثروا عَلَيْهِ وأمسكوه وَذَلِكَ يَوْم الثُّلَاثَاء سادسه فَبعث الْأَمِير طشتمر بالأمير قطلوبغا الشعبانى فِي تَقْرِير أمره فَلَمَّا كَانَ الْغَد يَوْم الْأَرْبَعَاء سابعه ركبت عدَّة من الأجلاب لمحاربة طشتمر وافترقوا فرْقَتَيْن ومضوا فمالت فرقة على الخزائن والأثقال فنهبوا مَا هُنَاكَ وامتدت أَيْديهم إِلَى حَرِيم السُّلْطَان وَإِلَى الْحجَّاج فتجاوزوا الْحَد فِي النهب وفعلوا مَا لَا يفعل مثله فِي أهل الْإِسْلَام فَكَانَ شَيْئا قبيحا إِلَى الْغَايَة ذهب فِيهِ من الْأَمْوَال مَا لَا يُحْصِيه إِلَّا الله وَكَانَت هَذِه السفرة سَببا لزوَال سَعَادَة الدولة وَذَهَاب دولة آل قلاوون إِلَى أخر الدَّهْر. وَأما الْفرْقَة الْأُخْرَى فَإِنَّهَا قَاتَلت الْأَمِير طشتمر وَمن مَعَه قتالا عَظِيما فكسرهم ومروا فِي الْهَزِيمَة - وَهُوَ فِي طَلَبهمْ - إِلَى تَحت القلعة فوصل عصر يَوْم الْخَمِيس ثامنه فَاجْتمع الْقَوْم على قِتَاله من نصف وَقت الْعَصْر حَتَّى غَابَتْ الشَّمْس فانكسر مِنْهُم

<<  <  ج: ص:  >  >>