للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يَوْمًا وعمره أَربع وَعِشْرُونَ سنة وَكَانَ لينًا يحب أهل الْخَيْر وَيقف عِنْد مَا يحسن لَهُ من فعل الْخَيْر إِلَّا أَنه كَانَ يحب جمع المَال وتفرقته جدد فِي أَيَّام دولته الأقبية الْحَرِير بالطرز الزركش فِي كل سنة على الْأُمَرَاء مَعَ ركوبهم الْخَيل وَقت لبس الأقبية الْمَذْكُورَة بالسروج الذَّهَب والكنابيش الزركشى فَكَانَ يعم بذلك أُمَرَاء الألوف والطبلخاناة والعشرات والمماليك الخاصكية على قدر رتبهم وَلم يتقدمه ملك لفعل ذَلِك وَكَانَت أَيَّامه فِي هدوء وَسُكُون وأبطل مِسْكين شنيعين كَانَ يتَحَصَّل مِنْهُمَا مَال عَظِيم فبطلا من بعده وَلم يكن فِيهِ أَذَى وَلَا تجبر بل يرفع يَدَيْهِ وَيسْأل الله تعإلى أَن يخرب ديار من يُرِيد بِالنَّاسِ سوءا بِالْجُمْلَةِ فَكَانَ إِلَى التَّشَبُّه بِالنسَاء أميل مِنْهُ إِلَى التَّشَبُّه بِالرِّجَالِ وَترك من الْأَوْلَاد سَبْعَة ذُكُور أَمِير عَليّ وأمير حاجى وَكِلَاهُمَا تسلطن وَقَاسما ومحمدا وَإِسْمَاعِيل وَأَبا بكر وَأحمد وَسبع بَنَات. السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور عَليّ السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور عَليّ بن السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن قلاوون الصالحى الألفي. أقيم فِي السلطنة - كَمَا تقدم - يَوْم السبت ثَالِث ذِي الْقعدَة وَأَبوهُ حَيّ فَلَمَّا قتل أَبوهُ - كَمَا مر ذكره - فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء قدم فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سابعه الْأَمِير آقتمر الْحَنْبَلِيّ من بِلَاد الصَّعِيد. بِمن كَانَ مَعَه فَتَلقاهُ الْأُمَرَاء وأجلوا قدره وَقَالُوا لَهُ: أَنْت نَائِب السُّلْطَان والمتحدث عَنهُ وكلنَا من تَحت أَمرك فوافقهم ووقف بِطَلَبِهِ مَعَ أطلابهم تَحت القلعة. وَأما الَّذين بِالْعقبَةِ فَإِن السُّلْطَان لما انهزم قَامَ الْأَمِير طشتمر الدوادار بِالْأَمر وعزم على الْعود بِالنَّاسِ جَمِيعهم إِلَى الْقَاهِرَة وَإِبْطَال الْحَج فثارت الْعَامَّة ورجمته وَوَقع النهب فِي السُّوق فَمضى قاضى الْقُضَاة برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن جمَاعَة وَمَعَهُ قاضى الْقُضَاة جلال الدّين جَار الله الْحَنَفِيّ من الْعقبَة إِلَى جِهَة الْقُدس وَتوجه مَعَهُمَا طَائِفَة كَبِيرَة من الْحجَّاج. وَوضع الْأَمِير بهادر - أَمِير أخور - بعض الزَّاد والعلف بخان الْعقبَة وانتهبت المماليك من الأثقال مَا قدرت عَلَيْهِ ورحل الْأُمَرَاء والمماليك وَمَعَهُمْ الْمحمل وَمن بقى من الْحجَّاج عائدين إِلَى الْقَاهِرَة ورموا من الزَّاد وَالشعِير وأنواع المأكل وَمن الأثقال مَا لَا يقدر قدره فَلَمَّا وصلوا إِلَى الْمنزلَة الْمَعْرُوفَة بأبار العلاى أُعِيد الْمحمل مَعَ الْأَمِير بهادر

<<  <  ج: ص:  >  >>