بَعدت وَلم تقنع بِذَاكَ وَإِنَّمَا بخلت على الإخوان بالكتب وَالرسل. وَإِنَّا لنجري فِي ودادك جهدنا وَإِن كنت تمشي فِي الوداد على رسل. وَمَات الْأَمِير قبلاي نَائِب حمص وحاجب دمشق فِي شهر ربيع الآخر بحمص. وَتُوفِّي القَاضِي محب الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الدايم التَّيْمِيّ الْحلَبِي نَاظر الْجَيْش فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة. أَخذ الْقرَاءَات السَّبع عَن التقي الصايغ وَسمع الحَدِيث على نصر المنبجي وعَلى الْحجاز ووزيره والشريف أخى عطوف وَجَمَاعَة وبرع فِي الْفِقْه والنحو وَالتَّفْسِير وصنف كتبا عديدة ودرس عدَّة سِنِين وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وفَاق فِي معرفَة الْحساب وباشر ديوَان الْأَمِير جنكلي بن البابا ثمَّ ديوَان الْأَمِير منكلي بغا الفخري ثمَّ ديوَان قجاه أَمِير شكار وَولي نظر الْبيُوت ثمَّ ولي نظر الْجَيْش بعد ابْن خصيب فَبلغ فِيهِ من نُفُوذ الْكَلِمَة وشهرة الذّكر وارتفاع الْقدر مبلغا عَظِيما فِي عدَّة دوَل. وَتُوفِّي محتسب مصر شمس الدّين مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن أبي رقيبة الشَّافِعِي. وَتُوفِّي الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سرتقطاي أحد العشرات. وَتُوفِّي الْأَمِير شرف الدّين مُوسَى بن الْأَمِير قبلاى أحد الطبلخاناة. وَتُوفِّي قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَابِلَة بحلب شرف الدّين مُوسَى بن فياض بن عبد الْعَزِيز بن فياض الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي وَهُوَ أول من ولي قَضَاء حلب من الْحَنَابِلَة. بَاشر وَظِيفَة الْقَضَاء بهَا نيفا وَعشْرين سنة حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة وَقد أناف على تسعين سنة. وَمَات الْأَمِير الطواشي ظهير الدّين مُخْتَار الدمنزوري مقدم المماليك.