الأسعردي والأمير قرطاي قد خَرجُوا عَن الطَّاعَة وصاروا فِي جمع كَبِير من المماليك والعربان والتركمان وَقَالُوا: لَا ترْضى بتحكم أبنبك. وَأَنَّهُمْ جَمِيعًا فِي طَاعَة الْأَمِير طشتمر وَقد عزموا على الْمسير إِلَى مصر وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ تَاسِع عشره: قدم الْأَمِير أقتمر الْحَنْبَلِيّ والأمير قرطاي إِلَى دمشق فتلقاهما الْأَمِير طشتمر وَبَالغ فِي إكرامهما وَفِيه جمع الْأَمِير أينبك الْأُمَرَاء والقضاة وَحلف الْأُمَرَاء لنَفسِهِ وللسلطان وَأمرهمْ بِأَن يتجهزوا إِلَى الشَّام وَأمر بالجاليش السلطاني فعلق على الطبلخاناه من قلعة الْجَبَل. وَفِيه - وَهُوَ سَابِع عشْرين تموز وثالث مسرى -: وَقع مطر كَبِير جدا سَالَ مِنْهُ جبل المقطم وَكَانَ مَعَ ذَلِك رعد قوي وبرق متواتر وتساقطت فِي اللَّيْل نُجُوم عديدة. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء عشرينه: خلع على الْخَلِيفَة المتَوَكل على الله وَاسْتقر خَليفَة على عَادَته. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشرينه: خلع على شمس الدّين مُحَمَّد الدَّمِيرِيّ وأعيد إِلَى حسبَة الْقَاهِرَة عوضا عَن جمال الدّين مَحْمُود العجمي. وَفِيه خرج الْأَمِير صَلَاح الدّين خَلِيل بن عرام ليقف على رَأس الرمل بطرِيق الشَّام ليرد من عساه يتسحب من المماليك إِلَى الشَّام. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس عشرينه: خرج الجاليش سائرا إِلَى الشَّام وهم خَمْسَة أُمَرَاء مقدمي أُلُوف: قطلوخجا والأمير شهَاب الدّين أَحْمد بن الْأَمِير الْكَبِير أينبك والأمير يلبغا الناصري والأمير دمرداش اليوسفي والأمير بلاط الصَّغِير والأمير تمر باي الحسني وَأَرْبَعَة أُمَرَاء طبلخاناه وهم: بورى الأحمدي وآقبغا آص الشيخوني وبرقوق العثماني وبركة وَمِائَة من المماليك وَفِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشرينه: خرج طلب السُّلْطَان وَطلب الْأَمِير الْكَبِير أينبك وَسَائِر أطلاب الْأُمَرَاء وَغَيرهم. وَفِي يَوْم السبت أول شهر ربيع الآخر: ركب السُّلْطَان والأمير قطلوأقتمر الطَّوِيل والأمير مبارك الطازي والأمير ألطنبغا السلطاني والأمير إينال فِي بَقِيَّة الْأُمَرَاء والمماليك وَسَار من قلعة الْجَبَل حَتَّى نزل. بمخيمه على نَاجِية العكرشا شمَالي سرياقوس. وَفِيه نُودي أَن النّيل أَرْبعا وَعشْرين إصبعا من أول النَّهَار ثمَّ نُودي عِنْد الْعَصْر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute