للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَلَام الْحَائِط فَأتى إِلَى ابْن الفيشي وَلَزِمَه وَجمع عَلَيْهِ النَّاس فَلَمَّا رَآهُ الْأَمِير الْكَبِير أكْرمه وَأخذ هُوَ فِي خزعبلاته وَانْصَرف فَلَمَّا طلع بهما إِلَيْهِ الْمُحْتَسب اشْتَدَّ غَضَبه عَلَيْهِمَا لما تبين لَهُ من محرفتهما وانكشفا عَن حِيلَة شنيعة أوقع بهما مَا أوقع. وَمِمَّا اتّفق فِي هَذِه الْحَادِثَة أَن امْرَأَة ابْن الفيشي هَذِه رَأَتْ فِي منامها قبل هَذِه الْحَادِثَة بأيام أَنَّهَا تخْطب على مِنْبَر فعبره لَهَا بعض من عاصرناه من حذاق المعبرين بِأَنَّهُ يحصل لَهَا شهرة قبيحة فَإِن الْمَرْأَة لَيْسَ من شَأْنهَا ركُوب المنابر وتعاطي الْخطب فَكَانَ كَذَلِك وَركبت الْجمل يَوْمًا وَفِي سادس عشرينه: اسْتَقر الْأَمِير كرجي فِي ولَايَة الشرقية عوضا عَن عَليّ القرمي وَأخرج من السجْن حَتَّى خلع عَلَيْهِ. بِمَال الْتزم بِهِ. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع عشرينه: ركب الْأَمِير الْكَبِير برقوق من الحراقة حَيْثُ سكنه من الإصطبل وَمضى نَحْو مطعم الطُّيُور الْجَوَارِح بالريدانية خَارج الْقَاهِرَة. وَكَانَ الْأَمِير إينال اليوسفي - أَمِير سلَاح - قد انْقَطع بداره على أَنه مَرِيض وَنزل الْأَمِير الْكَبِير حَتَّى عَاده فَركب وَمَعَهُ الْأَمِير سودن جركس المنجكي والأمير صصلان الجمالي والأمير سودن النوروزي والأمير جمق الناصري فِي عمق من المماليك وَقصد إِلَى الإصطبل فطلع إِلَى الحراقة وَملك بَيت الْأَمِير الْكَبِير برقوق وَقبض على الْأَمِير جركس الخليجي فَمَال أَصْحَابه على مَا هُنَاكَ من الْعدَد والآلات وَالْأَمْوَال ينهبوها وَبعث إينال بقماري الخازندار فِي طلب السُّلْطَان لينزل إِلَى الإصطبل فَلم يُوَافقهُ على ذَلِك فألبس من بالإصطبل من مماليك برقوق السِّلَاح وَوَعدهمْ بأموال جمة ينفقها فيهم وَأمر بالكوسات فدقت حَرْبِيّا بالطلخاناه من القلعة. وطار الْخَبَر إِلَى الْأَمِير برقوق فأيس من الْحَيَاة وَكَاد ينهزم إِلَّا أَن الْأَمِير أيتمش البجاسي شجعه وَعَاد بِهِ إِلَى بَيته تَحت القلعة وأنزله فِيهِ وَجمع عَلَيْهِ مماليكه وألبسهم آلَة الْحَرْب. وَركب بِهِ فِي عدَّة وافرة وَخرج مَعَه من بَاب الْوَزير يُرِيد القلعة فَلم يشْعر إينال حَتَّى وافاه وَقد تفرق عَنهُ أَصْحَابه فِي نهب مَا وجدوه وغصت الرميلة تَحت القلعة بالعامة فَهموا برجمه ظنا مِنْهُم أَن أيتمش قد خامر مَعَ إينال عصبية مِنْهُ للأمير برقوق. فصاح بهم أيتمش يَا جمَاعَة هَذَا أخوكم برقوق مَعنا وَأَشَارَ إِلَيْهِ وَقد تلثم فَقَالُوا: حَتَّى نرى وَجهه فأماط لثامه وَقَالَ لَهُم: يَا إخوتي هَذَا وَقت الْمُرُوءَة

<<  <  ج: ص:  >  >>