للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشرينه: خلع على قُضَاة الْقُضَاة الثَّلَاث: برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن جمَاعَة الشَّافِعِي وجلال الدّين جَار الله الْحَنَفِيّ وناصر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ وخلع على الشَّيْخ أكمل الدّين مُحَمَّد الْحَنَفِيّ شيخ الشيخونية لكَوْنهم سعوا فِي الصُّلْح بَين الأميرين وَالْتزم الْأَمِير بركَة بِأَنَّهُ لَا يتحدث فِي شَيْء من أُمُور الدولة. وَأَن يسْتَقرّ الْأَمِير الْكَبِير برقوق متحدثا فِي جَمِيع الْأُمُور. بمفرده وانفضوا من الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة بِالْقصرِ على هَذَا فشق على علم الدّين سُلَيْمَان الْبِسَاطِيّ الْمَالِكِي حرمانه من لبس الخلعة وَكَثُرت الإشاعة بعزله وَكَانَت شائعة فوعد بِمَال على استقراره حَتَّى اسْتَقر وخلع عَلَيْهِ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث ربيع الأول. وَفِيه أنعم على الْأَمِير بُزْلار الناصري بإمرة طبلخاناه وعَلى الْأَمِير مُحَمَّد بن قرطاي الكركي بإمرة عشرَة. وَفِي يَوْم السبت خامسه: ولد للأمير الْكَبِير برقوق ولد ذكر من جَارِيَته أَردو فَسَماهُ مُحَمَّدًا وَأخذ فِي عمل مُهِمّ عَظِيم لولادته. هَذَا وَهُوَ والأمير بركَة كل مِنْهُمَا يدبر فِي الْعَمَل على الآخر. وَسبب ذَلِك أَنه لما كَانَت فتْنَة الْأَمِير إينال مَعَ الْأَمِير برقوقّ وَقبض عَلَيْهِ عَتبه على مَا كَانَ مِنْهُ فَاعْتَذر بِأَن الْأَمِير أيتمش اتّفق مَعَه هُوَ وعدة من الْأُمَرَاء على ذَلِك فَجمع بَينه وَبَين أيتمش لثقة الْأَمِير برقوق بِهِ فَظهر أَن الِاتِّفَاق إِنَّمَا كَانَ بَينهمَا على أَن يأخذا الْأَمِير بركَة وحواشيه فَبلغ ذَلِك بركَة فأسرها فِي نَفسه وَأَرَادَ غير مرّة الْقَبْض على أيتمش وبرقوق يدافعه عَنهُ فتوحش مابينهما إِلَى الْغَايَة إِلَى أَن عزم أيتمش على الْقيام بِالْحَرْبِ فَفطن بِهِ بركَة واستعد لَهُ فكاده برقوق. بِمَا كَانَ من خبر الصُّلْح الَّذِي تقدم ذكره هَذَا مَعَ مَا كَانَ بَين الأميرين بركَة وبرقوق من التحاسد الَّذِي لابد مِنْهُ غَالِبا بَين الشَّرِيكَيْنِ فَإِنَّهُمَا قاما بتدبير أُمُور الدولة. وَمن طبع كل أحد من الْمُلُوك الإنفراد بالمجد ومحبة الاستئثار بِالْملكِ. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ سابعه: ركب الأميران بركَة وبرقوق فِي عَامَّة الْأُمَرَاء وسيرا إِلَى جِهَة قبَّة النَّصْر خَارج الْقَاهِرَة وَعَاد كل مِنْهُمَا إِلَى منزله فَمد الْأَمِير برقوق سماط المهم لولادة وَلَده مُحَمَّد وطلع إِلَيْهِ الْأَمِير صراي الطَّوِيل الرجبي - من إخْوَة بركَة - وَأسر إِلَيْهِ فِيمَا قيل بِأَن الْأَمِير بركَة قد اتّفق مَعَ جماعته على اغتيالك فِي وَقت صَلَاة الْجُمُعَة ثُم طلع الْأَمِير أيتمش وَغَيره من الْأُمَرَاء لحضور السماط وَتَأَخر الْأَمِير بركَة عَن الْحُضُور وَبعث من إخْوَته الْأَمِير قرادمرداش الأحمدي أَمِير مجْلِس والأمير طبج المحمدي والأمير أَقتمر الدوادار فهنوا الْأَمِير الْكَبِير بتجدد وَلَده مُحَمَّد. وجلسوا على

<<  <  ج: ص:  >  >>