تاسعه أنزل الْأَمِير برقوق بالسلطان إِلَى عِنْده بالحراقة من الإصطبل ودقت الكوسات حَرْبِيّا بالطبلخاناه من القلعة فطلع مماليك السُّلْطَان إِلَيْهِ وَأمر بِبَاب القلعة من جِهَة بَاب القرافة فسد بِالْحِجَارَةِ وَنُودِيَ فِي الأجناد البطالة وأجناد الْحلقَة بطلوعهم إِلَى السُّلْطَان فطلع جمَاعَة كَبِيرَة فرقت فيهم أسلحة أُخذت فِي اللَّيْل من سوق السِّلَاح بِالْقَاهِرَةِ وركزت كل طَائِفَة مِنْهُم على تربة من الترب - فِيمَا بَين القلعة وقبة النَّصْر - ليرموا من أَعْلَاهَا أَصْحَاب بركَة عِنْد محاربتهم بِالسِّهَامِ وَبَالغ حُسَيْن بن الكوراني فِي حفظ الْقَاهِرَة وَأخذ الطرقات على من يتَوَجَّه إِلَى بركَة بِشَيْء من الأقوات والعلوفات. وَقبض على جمال الدّين مَحْمُود الْمُحْتَسب وسجن بالإصطبل من أجل أَنه نقل عَنهُ أَنه بعث إِلَى الْأَمِير بركَة. بمأكل من خبز وَلحم وَغَيره. وَتوجه الْأَمِير سودون الشيخوني فِي الْحَاجِب إِلَى بركَة بتشريف نِيَابَة الشَّام فأخرق بِهِ وَأَعَادَهُ أقبح عود ثمَّ ركب وَقت القايلة وَكَانَ الْوَقْت صيفا وَمَعَهُ الْأَمِير يلبغا الناصري من طَرِيقين وهجما على حِين غَفلَة إِلَى تَحت الطبلخاناه يُريدَان الهجوم على القلعة فتناولت الْعَامَّة الْحِجَارَة يرجمونهم بهَا وَرَمَاهُمْ مَعَ ذَلِك من بِأَعْلَى القلعة بالنشاب وَثَبت لَهُم الْأَمِير آلان فِي نَحْو مائَة فَارس فَكَانَت وقْعَة عَظِيمَة جدا أبلى فِيهَا أَحْمد بن هُمُز التركمانى ومماليك بركَة - وعدتهم سِتّمائَة فَارس - بلَاء اعظيما كسروا فِيهِ أَصْحَاب برقوق عشْرين كسرة يمر فِي كل وقْعَة مِنْهَا مَا يتعجب مِنْهُ فَلَمَّا كثرت عَلَيْهِم حِجَارَة الْعَامَّة ونشاب من بالقلعة تقنطر بركَة عَن فرسه فأركبه أَصْحَابه وعادوا بِهِ إِلَى مخيمهم بقبة النَّصْر مكسورا وَقد اقتحم أيتمش على يلبغا الناصري بطبر وضربه حَتَّى كَاد يَأْتِي على نَفسه وَأخذ جاليشه وطبلخاناته. وجرح كثير مِنْهُم وفر مِنْهُم الْأَمِير مبارك شاه المارديني إِلَى الْأَمِير برقوق فِي طَائِفَة فَلَمَّا دخل اللَّيْل تفرق عَن بركَة أَكثر من مَعَه وأشرفت خُيُول من بَقِي على الْهَلَاك من كَثْرَة جراحاتها أَمرهم أَن يطلبوا النجَاة لأَنْفُسِهِمْ وَمضى وَمَعَهُ الْأَمِير أقبغا صيوان استاداره بعد نصف اللَّيْل من قبَّة النَّصْر إِلَى جَامع المَقْس خَارج بَاب القنطرة من الْقَاهِرَة فاختفيا بِهِ فَدلَّ عَلَيْهِمَا بعض من هُنَاكَ فَبعث الْأَمِير الْكَبِير بِيُونُس النوروزى دواداره إِلَيْهِمَا فَأَخذهُمَا وأتى بهما إِلَيْهِ فِي يَوْم الْخَمِيس عاشره فسجنه نَهَاره عِنْده وَحمله فِي لَيْلَة الْجُمُعَة مُقَيّدا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجن بهَا وَبعث مَعَه بقرًا دمرداش وبأقتمر العثماني وَاسْتمرّ بَاب القلعة فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشره مغلقا وَلم تصل الْجُمُعَة يَوْمئِذٍ يُجَامع القلعة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute