وَفِيه قبض على الْأَمِير خُضَر والأمير قراكسَك والأمير أيدَمُر الخطاي والأمير حَاج ابْن مُغْلطاي والأمير سودُن باشا والأمير يَلبغا المنجكي والأمير قرا بلاط والأمير قّرابغا الأبو بكري والأمير إلْيَاس الماجارى والأميرَ تمُربغا السيفي والأمير يُوسُف بن شادي والأمير تمربغا الشمسي والأمير قُطلُوبك النظامي والأمير أقبغُا صيوان الصَّالِحِي والأمير أَحْمد بن هُمُز التركماني. والأمير كُزَل القرمي والأمير طولو تمر الأحمدي والأمير طُوجي الحسني والأمير تنكز العثماني والأمير قطلوبك السيفي والأمير غَرِيب الأشرفي والأمير يلبغا الناصري وَجَمِيع أَصْحَاب بركَة وألزامه ومماليكه فانقرضت دولة الأتراك بأسرها وتتبعوا بِالْأَخْذِ فَقتلُوا وَنَفَرًا وسجنوا وَلَقَد كَانَت الجراكسة قبل ذَلِك تَتَحَدَّث فِيمَا بَينهَا بِأَنَّهُ يكون فتْنَة كَبِيرَة ثمَّ تخمد ويثور بعْدهَا فتْنَة بَينهم وَبَين التّرْك ينتصرون على الأتراك فِيهَا بعد وقْعَة وَتَعْلُو كلمتهم عَلَيْهِم وصاروا يتدارسون هَذَا فِيمَا بَينهم لَا يَشكونَ فِي وُقُوعه. فَلَمَّا كَانَت حَرَكَة الْأَمِير أينال جهروا بِذكر ذَلِك وقالوه من غير احتشام وأذاعوه حَتَّى تحدث بِهِ كَبِيرهمْ وصغيرهم فَكَانَ كَذَلِك كَمَا تقدم ذكره وَللَّه عَاقِبَة الْأُمُور. وَمن عَجِيب مَا وَقع فِي هَذِه الْحَادِثَة الْعَظِيمَة أَنه لم يركب فِيهَا الْأَمِير برقوق لِحَرْب سَاعَة من النَّهَار بل لم يزل فِي مَكَانَهُ وَالْحَرب بَين أَصْحَابه وَكَبِيرهمْ الْأَمِير أيتمش وَبَين بركَة وَمن مَعَه حَتَّى نَصره الله عَلَيْهِم من غير تَعب وأقامت الْقَاهِرَة ثَلَاثَة أَيَّام مغلقة الْأَبْوَاب إِلَّا أَن الْخَيْر كثير بالأسواق وَلم يقل سوى المَاء فَإِنَّهُ صَار ينْقل بِالْقربِ من خوخة أيدغمش فبلغت الْقرْبَة نصف دِرْهَم ثمَّ نُودي من آخر يَوْم الْجُمُعَة فِي الْقَاهِرَة بالأمان وَنُودِيَ يَا عوام إِن كُنْتُم راضين. بمحتسبي الْقَاهِرَة ومصر. وَإِلَّا عزلنا هما. فطلع جمع من الغوغاء إِلَى تَحت القلعة وصاحوا مَا نرضى بهما فرسم بعزلهما. وَفِيه خلع على الْأَمِير أَحْمد الطرخاني وَاسْتقر فِي ولَايَة الجيزة وَوجدت ذخيرة للأمير بركَة فِي ضمن مصطبة صَغِيرَة بوسط اصطبله. كَانَ يجلس عَلَيْهَا أَحْيَانًا فِيهَا زنة سبعين قِنْطَارًا من ذهب وَوجد لَهُ عِنْد جمال الدّين مَحْمُود العجمي - محتسب الْقَاهِرَة - مبلغ ثَلَاثَة وَعشْرين ألف دِينَار.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute