للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه قدم نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الدمرداشي محتفظا بِهِ وَكَانَ قد مَاتَ خطيب أحميم عَن مَال كَبِير وَجعل وَصِيّه الْأَمِير بركَة ووصى لَهُ. بِمَال جزيل حماية لتركته فشره لأخذ التَّرِكَة جَمِيعهَا. وَبعث ابْن الدمرداشي للحوطة على مخلفه فأوقع بأصحاب الْخَطِيب كل مَكْرُوه فَزَالَتْ دولة بركَة وَهُوَ فِي عقوبتهم فَلم يشْعر إِلَّا وَقد قبض عَلَيْهِ وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة فِي أَسْوَأ حَال فضُرب ضربا عَظِيما وأُخذ مَاله وَأخرج منفيا إِلَى الصَّعِيد وَاتفقَ أَيْضا أَن امْرَأَة من مياسير نسَاء التُّجَّار خرجت حَاجَة فأشيع أَنَّهَا مَاتَت فَأخذ جَمِيع مَالهَا وعادت إِلَى الْقَاهِرَة فَلم تُعوض عَن ذَلِك بِشَيْء وافتقرت بعد غناها كَمَا افْتقر أَوْلَاد خطيب أحميم مَعَ كَثْرَة عَددهمْ وَعظم مَال أَبِيهِم. وَمَات أَيْضا بعض المماليك السُّلْطَانِيَّة وَترك أَوْلَادًا فَأخذ مَاله وَلم تعط ورثته شَيْئا فَكَانَ هَذَا من الْحَوَادِث الَّتِي لم تعهد. وَفِي ثامن عشرينه: أخرج مبارك شاه المارديني - أحد أُمَرَاء الطبلخاناه - إِلَى حماة أَمِيرا بهَا. وَفِيه خلع على الصاحب شمس الدّين أبي الْفرج المقسي وَاسْتقر نَاظر ديوَان الْأَمِير أيتمش. وَهَذَا أَيْضا مِمَّا لم يعْهَد أَن وزيرا خدم ديوَان أَمِير. وَفِيه رسم للأمير ألطنبغا الجوباني أَن يجلس بالإيوان فِي وَقت الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة وَلَا يقف. وَفِي يَوْم السبت ثَالِث شهر ربيع الآخر: ركب الْأَمِير الْكَبِير الأتابك برقوق من الإصطبل وسير بعد مَا كَانَ مُنْذُ حَرَكَة بركَة لم يَتَحَرَّك من مَوْضِعه خوفًا على نَفسه فَوقف لَهُ أهل الرَّوَاتِب وَالصَّدقَات المقررة على الدولة واستغاثوا بِهِ على الْوَزير الملكي أَن عوّق حاريهم عَن الصّرْف فَلَمَّا عَاد إِلَى الحراقة من الإصطبل طلب الملكي والمقدم سيف وضربهما وأسلمهما إِلَى الْأَمِير بهادر شاد الدَّوَاوِين ثمَّ أفرج عَنْهُمَا. وَفِي رابعه: قدم الصاحب كريم الدّين شَاكر بن غَنَّام من الْقُدس وَعظم أَمر الْأَمِير الْكَبِير وَانْفَرَدَ بتدبير الدولة وَصَارَ فِي موكب عَظِيم لم يعْهَد مثله لأمير قبله. وَفِي خامسه: خُلع على صدر الدّين بديع بن نَفِيس الدواداري الْأَسْلَمِيّ التوريزي وَاسْتقر وَفِيه أنعم على الْأَمِير مَأْمُور حَاجِب الْحجاب بِزِيَادَة فِي إقطاعه وأنعم على الْأَمِير

<<  <  ج: ص:  >  >>