للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ إِن الفرنج فعلوا بالإسكندرية مَا تقدم ذكره من نهب بعد كسر وَقتل وإحراق من عصر يَوْم الْجُمُعَة إِلَى أخر يَوْم السبت ثَانِيه. وَكَانَ مِمَّا أحرقوه حوانيت الْحَرْف بكمالها وسوق القشاشين بالمعاريج والحوانيت الملاصقة لقيسارية الْأَعَاجِم من خَارِجهَا من الْجِهَة الشرقية وحوانيت شَارِع المرجانيين وَبَعض فنادقه وفندق الطبيبة مَعَ فندق الجوكندار وفندق الدماميني الَّذِي يَسُوق الْجوَار ووكالة الكنان الْمُقَابلَة لجامع الجيوشي بِالْقربِ من العطارين مَعَ سوق الخشابين. وأحرقوا أَيْضا درابزي مدرسة ابْن حُبَاشَة مَعَ سقف الإيوان وعبثوا بِكُل نَاحيَة وَمَكَان وأحرقوا بَاب مدرسة الْفَخر الْقَرِيبَة من بَاب رشيد وعبث بإحراق بعض حوانيت المحجة كل علج مُرِيد. ذكر لي شيخ يسكن بِالْحجَّةِ قَالَ: كنت مختفيا بِأَعْلَى دَاري فِي مَكَان أنظر من كوَّة صَغِيرَة فَرَأَيْت الفرنج يأْتونَ إِلَى الْحَانُوت المغلق الْبَاب فيمد أحدهم على بَابه خطة سَوْدَاء ويخط من فَوْقهَا خطة حَمْرَاء ويلقم الْخط النَّار فيلتهب الْبَاب بِسُرْعَة قيل إِن الفرنج يستصحبون مَعَهم حلق الحراقات المغموسة بالزيت والقطران والزفت والنفط فَيَضَع أحدهم الْحلقَة الْوَاحِدَة فِي نصل السهْم الْمَوْضُوع على متن قَوس الركاب ويلقم الْحلقَة النَّار ويفك الْوتر من الْحَوْزَة فيخرح السهْم صاعداً إِلَى السّقف يوكز فِيهِ فليتهب الْخشب بِسُرْعَة فَينزل إِلَى الأَرْض يحرق كل مَا فِي الْبَيْت مِمَّا لَيْسَ تحملهم بِهِ حَاجَة. يَفْعَلُونَ ذَلِك نكاية للْمُسلمين. لعنة الله على الفرنج أَجْمَعِينَ. نعود إِلَى ذكر مَا فعلته الفرنج بالإسكندرية: ثمَّ إِن الملاعين أحرقوا فندق الكيتلانيين وفندق الجنويين وفندق الموزة وفندق الموسليين فَصَارَت النَّار تعْمل فِي البندق والبضائع الَّتِي لم تَجِد لَهَا محملًا مَعَهم لإشحان مراكبهم مِمَّا أَخَذُوهُ من أَمْوَال الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ كسرت الفرنج أَيْضا حوانيت الشماعين والبياعين بعد نهب قياسر البزازين وكسروا مَا فِيهَا من الأوعية والأواني والأحقاف والبراني فَصَارَت ملقاة

<<  <  ج: ص:  >  >>