للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْأَخْبَار الثفال مقدمين فِي الْحلقَة وباقيهم من جملَة أجناد الْحلقَة. وَطلب السُّلْطَان من المقسي أَسمَاء من قبض بعد الْأَشْرَف الْعشْرَة آلَاف فَوجدَ مِنْهُم قد بَقِي خَمْسمِائَة مَمْلُوك فيهم أَرْبَعمِائَة مَمْلُوك بِأَيْدِيهِم إقطاعات فِي الْحلقَة وَمِائَة مَمْلُوك لَهُم جوامك فَأمر فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سلخه الأربعمائة أَصْحَاب الأخباز فِي الْحلقَة بِلُزُوم دُورهمْ وأكلهم إقطاعاتهم وَقطع جوامك الْمِائَة أَرْبَاب الجوامك وَقرر عوضهم من مماليكه الَّذين اشتراهم ورباهم وَقَالَ: هَؤُلَاءِ خونة قد خانوا أستاذهم الْملك الْأَشْرَف وأعانوا على قَتله بِشَيْء يسير أَخَذُوهُ من المَال بعد مَا عاشوا فِي نعْمَته دهرا طَويلا فَلَا خير فيهم فتلقوا قله وذله وَلَقَد رَأَيْت بعض من كَانَ من أُمَرَاء الألوف فِي أَيَّام الْأَشْرَف وَقد صَار فَقِيرا يسْأَل النَّاس وَعَلِيهِ ثِيَاب صوف شبه عباءة. وَفِي هَذَا الشَّهْر: قدم شَيخنَا أَبُو زيد عبد الرَّحْمَن بن خلدون من بِلَاد الْمغرب واتصل بالأمير ألطنبغا الجوباني وتصدر للاشتغال بالجامع الْأَزْهَر فَأقبل النَّاس إِلَيْهِ وراقهم كَلَامه وأعجبوا بِهِ. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع ذِي الْقعدَة: غضب السُّلْطَان على الْوَزير علم الدّين عبد الْوَهَّاب الطْنساوي - وَيُقَال لَهُ سنّ إبرة - وضربه واستدعى بالأسعد أَبى الْفرج النَّصْرَانِي - كَاتب الْحَوَائِج خاناه - وأكرهه حَتَّى أظهر الْإِسْلَام فَخلع عَلَيْهِ وأركبه فرسا بسرج ذهب وكنبوش زركش وَفِي عاشره: خلع على الْوَزير سنّ إبرة خلعة الِاسْتِمْرَار وخلع على الْأَمِير منكلى الطرخاني وَاسْتقر حاجبا رَابِعا وخلع على الْأَمِير جلبان العلاي وَاسْتقر حاجبا خَامِسًا وَلم يعْهَد قبل ذَلِك خَمْسَة حجاب فِي الدولة التركية. وَفِيه اسْتَقر خير الدّين العجمي - من صوفية خانكاه شيخو - فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بالقدس وَلم يعرف قبله بالقدس قَاض حَنَفِيّ وَاسْتقر موفق الدّين العجمي - من صوفية خانكاه شيخو - فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بغزة. وَلم يعرف أَيْضا قبل ذَلِك بغزة قَاض حَنَفِيّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>