وَفِيه كَانَ بحث بَين شيخ الْإِسْلَام البُلْقِينِيّ وَبَين بدر الدّين بن الصاحب فِي مَسْأَلَة علمية آل الْأَمر إِلَى أَن كفر البُلْقِينِيّ ابْن الصاحب فَطَلَبه إِلَى قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين عبد الرَّحْمَن بن خير الْمَالِكِي وَأقَام رجلا يدعى عَلَيْهِ بِأُمُور رتبت عَلَيْهِ فجرت أَحْوَال عقد من أجلهَا مجْلِس حَضَره الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء وَذكر مَا يدعى بِهِ عَلَيْهِ فَلم يثبت مِنْهُ شَيْء بِوَجْه شَرْعِي فَحكم بعض الْقُضَاة بِعَدَمِ كفر ابْن الصاحب وبقائه على دين الْإِسْلَام. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشرينه: ركب السُّلْطَان من قلعة الْجَبَل وَمر على قناطر السبَاع حَتَّى عدى النّيل من بولاق إِلَى الجيزة وتصيد ثمَّ عَاد من أخر النَّهَار وَقد ركب الْأَمِير أيتمش عَن يَمِينه وَالشَّيْخ أكمل الدّين - شيخ خانكاه شيخو - عَن يسَاره. وَفِيه اسْتَقر بدر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُزْهر فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق عوضا عَن فتح الدّين مُحَمَّد بن الشَّهِيد. وَفِي هَذَا الشَّهْر: ورد الْبَرِيد بِأَن الْأَمِير يلبغا الناصري - نَائِب حلب - سَار بعسكر حلب إِلَى إلبيرة يُرِيد تَعديَة الْفُرَات فَجَاءَهُ الْخَبَر بعصيان الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا السلطاني - نَائِب الأبلستين - وَأَنه لم يحلف للسُّلْطَان وَاسْتولى على قلعة درندة - المضافة إِلَيْهِ - وطلع إِلَيْهَا وَأمْسك بعض أمرائها وأطلع إِلَيْهَا ذخيرة وميرة فَركب الْعَسْكَر الَّذِي بِالْمَدِينَةِ عَلَيْهِ وأمسكوا رِجَاله فَطلب الْأمان مِنْهُم وفر من القلعة إِلَى الأبلستين. فَكتب إِلَيْهِ الْأَمِير يلبغا الناصري يهدده ويخيفه فَلم يرجعه إِلَيْهِ وَمر هَارِبا على وَجهه إِلَى بِلَاد التتر فَعَاد الْأَمِير يلبغا الْمَذْكُور إِلَى حلب. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس ذِي الْحجَّة: قبض على الْأَمِير قُرط - نَائِب الْوَجْه البحري - لقبح سيرته وَسُوء أَفعَال حَاشِيَته وَضرب بَين يَدي الْأَمِير أيتمش ضربا مبرحا ثمَّ جلس وصودر - هُوَ وجماعته - وفر ابْنه حُسَيْن فَنُوديَ عَلَيْهِ وهدد من أخفاه وخلع على الْأَمِير قرابلاط الأحمدي وَاسْتقر عوض قرط. وَفِيه رسم باستقراء ولى الدّين عبد الرَّحْمَن بن رشد فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بحلب عوضا عَن علم وَفِي يَوْم السبت سَابِع عشره: ركب السُّلْطَان من القلعة إِلَى جِهَة المطرية وَمضى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute