للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِي يَوْم السبت الأول الْمحرم: قدم الْأَمِير يلبغا الناصري نَائِب حلب فَخرج الْأَمِير سودان النَّائِب إِلَى لِقَائِه وَصعد بِهِ إِلَى بَين يَدي السُّلْطَان فَقبل لَهُ الأَرْض وَجلسَ تَحت الْأَمِير سودن النَّائِب. ثمَّ نزل إِلَى بَيت أعد لَهُ فَكَانَ فِي هَذَا عِبْرَة فَإِنَّهُ بلأمس قد كَانَ الناصري من جملَة الْأُمَرَاء الأشرفية وبرقوق إِذْ ذَاك من جملَة مماليك الأسياد إِذا ضمه مجْلِس مَعَ الناصري قَامَ على رجلَيْهِ بَين يَدَيْهِ فَأصْبح ملكا يقبل الناصري لَهُ الأَرْض أمره وَنَهْيه فسبحان مُقَلِّب الْأُمُور. وقِي سادسه: خلع على الْأَمِير يلبغا الناصري خلعة الِاسْتِمْرَار على نِيَابَة حلب وَنزل من القلعة وَعَن يَمِينه الْأَمِير أيتمش وَعَن يسَاره الْأَمِير ألطنبغا الجوباني وَمن وَرَاءه سَبْعَة جنائب من الْخُيُول السُّلْطَانِيَّة بسروج ذهب وكنابيش زركش أخرجت لَهُ من الإصطبل. وَكَانَ قد حمل إِلَيْهِ السُّلْطَان والأمراء من أَنْوَاع التقادم مَا يجل وَصفه. وَفِي يَوْم السبت ثامنه: ركب السُّلْطَان وَمَعَهُ الْأَمِير يلبغا الناصري حَتَّى عدى النّيل من بولاق إِلَى الجيزة وتصيد ثمَّ عَاد من آخِره. وَفِي عاشره: خلع على الناصري خلعة السّفر وَتوجه من وقته إِلَى حلب. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع عشره: خلع على شمس الدّين إِبْرَاهِيم كَاتب أرلان وَاسْتقر فِي الوزارة بغد سدة تَمنعهُ وَكَثْرَة إبائه وتشترط عدَّة شُرُوط مِنْهَا أَنه لَا يلبس تشريف الوزارة فَأُجِيب إِلَى كل مَا سَأَلَهُ وَلبس خلعة من صوف كخلع الْقُضَاة وَأَشَارَ لَهُ السُّلْطَان بِأَن تكون يَده فَوق كل أَيدي أهل الدولة وَأَنه يستبد بالأمور من غير مُشَاورَة فَنزل إِلَى دَاره وَلم يُمكن أحدا من الرّكُوب مَعَه كَمَا جرت بِهِ الْعَادة وَمضى النَّاس حَتَّى نزل منزله وَضبط الْأُمُور أَشد ضبط. وَلم يتَنَاوَل من مَعْلُوم الوزراة إِلَّا الشَّيْء الْيَسِير الَّذِي كَانَ لَا يرضاه أقل عبيد الوزراء وَأنْفق فِي أَرْبَاب الرَّوَاتِب جاريهم من غير نقص بالغلال وَبَيت المَال بالأموال وأدار الطواحين السُّلْطَانِيَّة بجوار الأهراء بِمَدِينَة مصر وَعمل الحواصل بِسَائِر الْأَصْنَاف. وَلم يُمكن أحدا

<<  <  ج: ص:  >  >>