أَن يركب مَعَه وَصَارَ يخرج من بَيته ويغلق بَابه بِيَدِهِ وَيَضَع مفاتيحه فِي كمه ثمَّ يركب فرسه ويركب غُلَامه بغلة ويردف خَلفه الدوادار وَهُوَ حَامِل الدواة تَحت إبطه ويمضى إِلَى القلعة من غير أَن يكون مَعَه أحد من الْكتاب وَلَا الأعوان فَلَا يعرفهُ إِلَّا من لَهُ بِهِ معرفَة. وَمنع جَمِيع أَرْبَاب الدولة أَن يَأْتُوا إِلَى بَيته وَإِنَّمَا يأتوه بقاعة الصاحب من القلعة. وَرفع يَد الْأَمِير جركس الخليلي من التحدث فِي الدولة وَانْفَرَدَ بِالْكَلِمَةِ فِي الوزارة مَعَ هَذَا الاقتصاد ونفذت كَلمته وعظمت مهابته حَتَّى عِنْد أكَابِر الْأُمَرَاء وَلم يجد فِيهِ عدوه سَبِيلا إِلَى الطعْن عَلَيْهِ بِوَجْه. وَفِيه أنعم على الْأَمِير بَهَادر المنجكي الأستادار بتقدمة الْأَمِير قطلوبغا الكوكاي بعد مَوته. وخلع على علم الدّين الحزين وَاسْتقر فِي اسْتِيفَاء الدولة عوضا عَن أَمِين الدّين عبد الله جعيص بعد مَوته. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي صفر: قدمت رسل السُّلْطَان أَحْمد بن أويس - متملك بَغْدَاد - بهدية فِيهَا فَهد وصقر وَأَرْبع بقج قماش وتضمن كِتَابه أَنه ملك بَغْدَاد بعد أَخِيه. وَفِي سَابِع عشرَة: أفرج عَن الْأَمِير قرط. وَفِي سلخه: قدم الْبَرِيد بِأَن الْأَمِير طُغاي تَمُر القبلاوي - نَائِب الكرك - تنَازع مَعَ الْأَمِير خاطر بِسَبَب أَنه كبس عربانا كَانُوا نزلائه وَقبض عَلَيْهِم وَآل الْأَمر إِلَى اقتتالهما فانكسر نَائِب الكرك من خاطر وتخلص العربان من يَده. وَفِي أول شهر ربيع الأول: قدم الْخَبَر بِأَن طَائِفَة من الفرنج شحنوا مراكبهم وَسَارُوا من مَدِينَة الْإسْكَنْدَريَّة هاربين فَتَبِعهُمْ الْمُسلمُونَ من الْغَد وقاتلوهم فَقتل عدَّة من الْمُسلمين وَعَاد من بَقِي بِغَيْر طائل فَقبض الْأَمِير بلوط النَّائِب على من تَأَخّر بالثغر من الفرنج وَأخذ أَمْوَالهم فتنكر السُّلْطَان على النَّائِب وَكتب بقدومه. وَفِي سابعه: ضرب قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين عبد الرَّحْمَن بن خير الْمَالِكِي عنقِي رجلَيْنِ ارتدا عَن الْإِسْلَام وَلم يوافقا على العودة إِلَيْهِ. وَفِي حادي عشره: صُرف الشريف مرتضى عَن نِيَابَة نظر وقف الْأَشْرَاف برغبته عَنهُ وَاسْتقر عوضه صدر الدّين عمر بن رزين أحد خلفاء الحكم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute