للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقدم الْبَرِيد بِخُرُوج الْأَمِير يلبغا الناصري من حلب بالعسكر للقاء الفرنج وَقد وَردت شوانيهم فِي الْبَحْر لقصد إِيَاس ونزوله بالعمق لقُرْبه من الْبَحْر. فورد عَلَيْهِ كتاب نَائِب اللاذقية بوصول الفرنج إِلَى بيروت وَأَنَّهُمْ نزلُوا إِلَى الْبر وملكوا بعض أبراجها. فأدركهم الْعَسْكَر الشَّامي فِي طَائِفَة من رجّالة الأكراد وقاتلوهم فأيد الله الْمُسلمين حتَى قتلوا من الفرنج نَحْو خَمْسمِائَة رجل وَانْهَزَمَ باقيهم إِلَى مراكبهم وَسَارُوا وعادت العساكر إِلَى الشَّام. وَأَن الْأَمِير يلبغا الناصري ألْقى الْفِتْنَة بَين التركمان الأجقية والقنقية فَرمى طَائِفَة القنقية على الْأُخْرَى وَكتب إِلَيْهِم بالنزول على بَاب الْملك مفتتح الْبِلَاد السيسية حَيْثُ مقَام الأجقية لإيقاع سيف الْفِتْنَة بَينهم. وَفِيه اسْتَقر تَقِيّ الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الله ابْن قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين أَبُو المحاسن يُوسُف ابْن قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فَزَارَة الكفري فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق عوضا عَن نجم الدّين أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي الْعِزّ. وَفِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع شهر رَمَضَان: حضر سعد الدّين نصر الله بن البقري نَاظر الْخَاص الْخدمَة على الْعَادة وَقد اجْتمع نساؤه فِي دَاره لفرح عِنْدهم وعليهن من اللُّؤْلُؤ والجوهر وَالذَّهَب وَثيَاب الْحَرِير مَا تجل قِيمَته وَالْخُمُور بَينهُنَّ دَائِرَة والمغاني تغنيهن فَنزل الْأَمِير قُرقُماس الخازندار والأمير بهاء الدّين بهادر الأستادار وأحاطا بداره وَأخذ النِّسَاء والغلمان وحملا جَمِيع مَا فِي الدَّار فبلغت قِيمَته زِيَادَة على مِائَتي ألف دِينَار وَقبض على ابْن البقري بِالْقصرِ وَعمل فِي الْحَدِيد وسجن بقاعة الصاحب من القلعة وَلَا علم لَهُ. بِمَا كَانَ فِي دَاره. وخلع على الْوَزير الصاحب شمس الدّين إِبْرَاهِيم كَاتب أرلان بِنَظَر الْخَاص فاستعفي من ذَلِك وَقَالَ: هَذِه خلعة الِاسْتِمْرَار فَلم يُكَلف لولايتها. وَطلب موفق الدّين أَبُو الْفرج عبد الله الَّذِي أسلم وخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر فِي نظر الْخَاص. وَفِي سادس عشره: قبض الْوَزير على عبيد البازدار - مقدم الدولة - وَأخذ مِنْهُ مائَة ألف دِرْهَم وَأقَام عوضه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن فِي تقدمة الدولة ثمَّ جعل مَعَه شَرِيكا لَهُ عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف. وَفِي عشرينه: خرجت تجريدة إِلَى دمياط فِيهَا سِتُّونَ مَمْلُوكا وَخرجت تجريدة إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَإِلَى رشيد. وَفِيه أخرجت إقطاعات المماليك الأشرفية عَنْهُم إِلَى مماليك السُّلْطَان.

<<  <  ج: ص:  >  >>