للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه اشتدت عُقُوبَة ابْن البقري بالمقارع وألزم بِحمْل خَمْسمِائَة ألف دِرْهَم بعد مَا أَخذ مِنْهُ مَا يُقَارب الثلاثمائة ألف دِينَار. وَفِي هَذَا الشَّهْر ركب السُّلْطَان للصَّيْد عدَّة مرار. وَفِيه كتبت أَسمَاء الَّذين فِي سجن الْقُضَاة على الدُّيُون وصولح غرماؤهم عمالهم عَلَيْهِم من الدّين بِمَال أخرجه السُّلْطَان على يَد الْأَمِير جركسالخليلي وَأَفْرج عَنْهُم. وَفِيه شفع الْأُمَرَاء فِي الْخَلِيفَة وَتقدم مِنْهُم الْأَمِير أَيتمش والأمير ألطنبُغا الجوباني وقبلا الأَرْض وسألا السُّلْطَان فِي الْعَفو عَنهُ وترفقا فِي سُؤَاله فعدد لَهما مَا أَرَادَ أَن يَفْعَله من قَتله وقتلهم فكفا عَن مساءلته. ثمَّ سَأَلَهُ بعد ذَلِك الْأَمِير سودن النَّائِب فِيهِ فَأمر بقيده ففك عَنهُ. وَفِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث شَوَّال: عدى السُّلْطَان إِلَى بر الجيزة وَعَاد من يَوْمه وَأمر بتتبع المماليك الأشرفية والمماليك البطالين فَأخذُوا وَعمِلُوا فِي الْحَدِيد وَنَفَوْا من مصر. وَفِي ثَانِي عشره: عدى السُّلْطَان النّيل إِلَى الجيزة وتصيد ثمَّ عَاد إِلَى مخيمه تَحت الأهرام فَمر على خيمة الْأَمِير قُطْلو أقتمر أَمِير جاندار فَوقف عَلَيْهَا وَخرج إِلَيْهِ قطلو أقتمر وَقبل لَهُ الأَرْض وَقدم لَهُ أَرْبَعَة أَفْرَاس فَلم يقبلهَا فَقبل الأَرْض ثَانِيًا وَسَأَلَ السُّلْطَان أَن يقبلهَا فَأجَاب سُؤَاله وَقبلهَا. وَتوجه السُّلْطَان إِلَى مخيمه واستدعى فِي الْحَال بإبراهيم بن قطلو أقتمر من خزانَة شمايل وخلع عَلَيْهِ وأركبه فرسا بسرج ذهب وكنبوش زركش وَأَعْطَاهُ ثَلَاثَة أروس أخر وَهِي الَّتِي قدمهَا أَبوهُ وَأذن لَهُ أَن يمشي فِي الْخدمَة ووعده برزق وأرسله إِلَى أَبِيه فسر بِهِ سُرُورًا كَبِيرا وَكَانَ فِي هَذِه الْمدَّة لم يحدث السُّلْطَان وَلَا أحدا من الْأُمَرَاء فِي أَمر وَلَده فَأَتَاهُ الله بالفرج من حَيْثُ لَا يحْتَسب. ورحل السُّلْطَان إِلَى سسرحة بالبحيرة على الْعَادة وَعَاد فِي يَوْم الْخَمِيس سادس ذِي الْقعدَة إِلَى القلعة. وخلع على قَاضِي الْعَسْكَر بدر الدّين مُحَمَّد بن البُلْقِينِيّ الشَّافِعِي وشمس الدّين مُحَمَّد القرمي الْحَنَفِيّ. وَفِي يَوْم السبت ثامنه: جمع السُّلْطَان الْقُضَاة وَاشْترى الْأَمِير أيتمش البجاسي من وَرَثَة الْأَمِير جَرجي نَائِب حلب بِحكم أَن جرجي لما مَاتَ لم يكن أيتمش البجاسي مِمَّن أعْتقهُ بل كَانَ فِي رقّه فَأَخذه بعد جرجي بجاس وَأعْتقهُ من غير أَن يملكهُ بطرِيق

<<  <  ج: ص:  >  >>