للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجوباني سَارَتْ من ثغر دمياط فِي بَحر الْملح فوجدوا مركبا فِيهِ الفرنج الجنوية فَأَخَذُوهُ وأسروا مِنْهُم خَمْسَة وَثَلَاثِينَ رجلا وَقتلُوا غ مِنْهُم جمَاعَة. وَفِي حادي عشرينه: قدمت الشواني إِلَى شاطىء النّيل ببولاق - خَارج الْقَاهِرَة - بالأسرى وَالْغنيمَة فعرضت الأسرى من الْغَد على السُّلْطَان. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَجَب - وثامن عشر مسرى -: كَانَ وَفَاء النّيل سِتّ عشر ذِرَاعا. وَتوجه الْأَمِير حسن قجا على الْبَرِيد لإحضار الْأَمِير يلبغا الناصري نَائِب حلب. وَفِي عشرينه: سَار كُمشبغا الخاصكي على الْبَرِيد لنقل سودُن المظفري من نِيَابَة حماة إِلَى نِيَابَة حلب. وَقدم الْخَبَر بِأَن أَوْلَاد الْكَنْز هجموا على ثغر أسوان وَقتلُوا مُعظم أَهله ونهبوا النَّاس وَأَن الْوَالِي فر مِنْهُم. فَخلع على حُسَيْن بن قرط بن عمر التركماني وَاسْتقر فِي ولَايَة أسوان. ورُسم أَن يتَوَجَّه مَعَه الكاشف وَابْن مَازِن. وخلع على مُقبل مَمْلُوك الأزقي وَاسْتقر فِي ولَايَة أشموم الرُّمَّان بعد موت بيليك. وَفِيه قدم الْأَمِير يلبغا الناصري إِلَى بلبيس فقيد وَحمل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجن بهَا. وَفِي يَوْم السبت ثَالِث شعْبَان: سَار الْأَمِير جمال الدّين مَحْمُود شاد الدَّوَاوِين على الْبَرِيد لاستخلاص أَمْوَال الْأَمِير يلبغا الناصري من حلب وَحملهَا. وَفِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث عشره: زلزلت الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ زلزالاً قَلِيلا. واتفقت فِي هَذَا الشَّهْر حَادِثَة يتعجب مِنْهَا وَهِي أَن امْرَأَة رَأَتْ فِي منامها رَسُول الله وَهُوَ يَنْهَاهَا عَن لبس الشاش وَهُوَ عصبَة أحدثها النِّسَاء من نَحْو سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة صَارَت تشبه أسنمة البخت وسمينها الشاش يكون أَوله على جبين الْمَرْأَة وَآخره عِنْد ظهرهَا فَمِنْهُ مَا يبلغ طوله ممتداً نَحْو الذِّرَاع فِي ارْتِفَاع دون الرّبع ذِرَاع فَلم تَنْتَهِ عَن لبسه فرأته - مرّة ثَانِيَة فِي منامها وَهُوَ يَقُول لَهَا: قد نهيتك عَن لبس الشاش فَلم تسمعي ولبستيه مَا تموتي إِلَّا نَصْرَانِيَّة فَأَتَت بهَا أمهَا إِلَى شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين عمر البُلْقِينِيّ حَتَّى قصت رؤياها عَلَيْهِ فَأمرهَا أَن تذْهب إِلَى كَنِيسَة النَّصَارَى وَتصلي بهَا رَكْعَات وتسأل الله تَعَالَى لَعَلَّه يرحمها ثمَّ تَأتيه حَتَّى يَدْعُو لَهَا. فمضت بهَا أمهَا من مجْلِس البُلْقِينِيّ إِلَى الْكَنِيسَة فصلت ثمَّ خرت ميتَة لوقتهافتركها أمهَا وَانْصَرف عَنْهَا، فدفنها النَّصَارَى عِنْدهم. نَعُوذ بِاللَّه من سوء عَاقِبَة الْقَضَاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>