للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة فِيهَا نَازل الفرنج قلعة الخوابي وحاربوا الباطنية ثمَّ صالحوهم. وفيهَا سير الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين الله كِتَابه الَّذِي أَلفه وَسَماهُ روح العارفين إِلَى الشَّام ومصر وَغَيرهَا ليسمع. وفيهَا ملك الفرنج أنطالية وَقتلُوا من بهَا من الْمُسلمين وَكَانَت بيد الْملك غياث الدّين كيخسرو مُنْذُ فتحهَا سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة إِلَى أَن أجلاه الفرنج عَنْهَا سنة سبع وسِتمِائَة ثمَّ استردها مِنْهُم الْملك الْغَالِب عز الدّين كيكاوس سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة بعد أَن بقيت بأيدي الفرنج تِلْكَ الْمدَّة. وَفِي هَذِه السّنة أَيْضا: سَار عز الدّين إِلَى بِلَاد الأرمن وحاصر قلعة جَابَان وَهزمَ عِنْدهَا جيوش الأرمن وَرجع إِلَى قيصرية قبل أَن يستولي على قلعة جَابَان ثمَّ طلب الأرمن الصُّلْح وأجابهم إِلَيْهِ عز الدّين فَأخذ فِي مُقَابل الصُّلْح من بِلَاد الأرمن قلعة لؤلؤة ولوزاد. وفيهَا مَاتَ الْملك الْمُعظم أَبُو الْحسن عَليّ ابْن الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين الله وَهُوَ أَصْغَر أَوْلَاده فَلَمَّا قدم نعيه على مُلُوك الْأَطْرَاف جَلَسُوا فِي العزاء لابسين شعار الْحزن خدمَة للخليفة. وفيهَا سير الْملك الْكَامِل ابْنه الْملك المسعود صَلَاح الدّين يُوسُف إِلَى الْيمن فَخرج فِي جَيش كثيف من مصر وَسَار إِلَى بِلَاد الْيمن فاستولى على معاقلها وظفر بصاحبها الْملك سُلَيْمَان شاه بن سعد الدّين شاهنشاه ابْن الْملك المظفر تَقِيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بن نجم الدّين أَيُّوب فسيره تَحت الحوطة إِلَى مصر فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ إِلَى سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة فَخرج إِلَى المنصورة غازيا فَقتل شَهِيدا ودانت بِلَاد الْيمن للْملك المسعود. وفيهَا عَاد الْملك الْعَادِل من الشَّام إِلَى الْقَاهِرَة فَلَمَّا قرىء عَلَيْهِ مَا أنْفق على الْملك المسعود فِي خُرُوجه إِلَى الْيمن استكثره وَأنكر الْعَادِل خُرُوجه فَإِنَّهُ كَانَ بِغَيْر أمره وَأمر الْعَادِل بِالْقَاضِي الْأَعَز فَضرب وَقيد واعتقل بقلعة الجزيزة ثمَّ حمله إِلَى قلعة بصرى فسجنه بهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>