بِالْقَاهِرَةِ وخلع عَلَيْهِ وَنزل إِلَيْهِ على الْعَادة وتتبعت عدَّة طرق تُفْضِي إِلَى القلعة فَسدتْ. وَفِي سادس عشرينه: اسْتَقر فَخر الدّين عبد الرَّحْمَن بن مكانس بمفرده فِي نظر الدولة من غير شريك بعد وَفَاة رَفِيقه تَاج الدّين بن ريشة. وفى سَابِع عشرينه: قدم الْأَمِير عَلَاء الدّين الطَشلاقي وَالِي قطيا مُنْهَزِمًا من عَسَاكِر الناصري فرسم للأمير حسام الدّين حُسَيْن بن على بن الكوراني وَالِي الْقَاهِرَة فسد الْبَاب المحروق وَالْبَاب الْحَدِيد - من أَبْوَاب الْقَاهِرَة - وسد بَاب الدرفيل بجوار القلعة وَالْبَاب المجاور للقلعة الْمَعْرُوف قَدِيما بِبَاب سَارِيَة وَيعرف الْيَوْم بِبَاب المدرج تَحت دَار الضِّيَافَة. وسد عدَّة خوخ وأزقة يتَوَصَّل مِنْهَا إِلَى القلعة. وَركب عِنْد قناطر السبَاع ثَلَاثَة دروب أَحدهمَا من جِهَة مصر وَأخر من طَرِيق قبر الْكرْمَانِي وَأخر بِالْقربِ من الميدان وَعمل عدَّة دروب أخر وحفر خنادق كَثِيرَة. هَذَا وَالْمَوْت بالطاعون فخبر فِي النَّاس. وَأما الناصري فَإِنَّهُ لما اسْتَقر بِدِمَشْق نَادَى فِي جَمِيع بِلَاد الشَّام وقلاعها أَلا يتَأَخَّر أحد عَن الْحُضُور إِلَى دمشق من النواب والأجناد وَمن تَأَخّر - سوى من عين لحفظ الْبِلَاد - قطع خبزه وسلبت نعْمَته. فَاجْتمع النَّاس إِلَيْهِ بأسرهم وَأنْفق فيهم وَخرج من دمشق بعساكر كَثِيرَة جدا فِي يَوْم السبت حادي عشر جُمَادَى الأولى وَأقر فِي نِيَابَة دمشق الْأَمِير جَنتمُر أخاطاز وَسَار حَتَّى نزل قطيا ففر إِلَيْهِ من أُمَرَاء السُّلْطَان فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن عشْرين جُمَادَى الأولى سيف الدّين طُغيتَمنُر الجركتمري وأرسلان اللفاف وأزدبغا العثماني فِي عدَّة من المماليك وَلَحِقُوا بالناصري بعد مَا صدفوا الْأَمِير عز الدّين أندَمُر أَبُو درقة - ملك الْأُمَرَاء بِالْوَجْهِ البحري - وَقد سَار لكشف الْأَخْبَار فضربوه وَأخذُوا جَمِيع مَا مَعَه وساقوه مَعَهم وفرت عَنهُ مماليكه. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشرينه: أنْفق السُّلْطَان بالإيوان فِي الْعَسْكَر فَأخذ كل من المماليك السُّلْطَانِيَّة ومماليك الْأُمَرَاء الألوف وأجنادهم خَمْسمِائَة دِرْهَم فضَّة واستدعاهم طَائِفَة طَائِفَة وَأعْطى كل أحد بِيَدِهِ وَسَار يحرضهم على الْقِتَال مَعَه وَبكى بكاء كثيرا وَفرق جَمِيع الْخُيُول - حَتَّى خيل الْخَاص - فِي الْأُمَرَاء والأجناد. وَفِي أثْنَاء ذَلِك كثرت الشناعة فِي الْقَاهِرَة بوصول الناصري ومنطاش فتزاحم النَّاس فِي شِرَاء الْخبز وغلقت الْأَسْوَاق وَلبس جَمِيع الْأُمَرَاء آلَة الْحَرْب وركبوا إِلَى القلعة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute