للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووقفوا بالرميلة وَحمل إِلَى الْأَمِير أقبغا المارداني جملَة مَال من السُّلْطَان ليفرق ذَلِك فِي الزعر وَحَملَة السِّلَاح من الْعَامَّة تَقْوِيَة لَهُم لِيُقَاتِلُوا مَعَ الْعَسْكَر فَاشْتَدَّ خوف النَّاس من النِّهَايَة وَصَارَت لَهُم اجتماعات وعصبيات. وافترقوا عدَّة أحزاب لكل حزب كَبِير وصاروا يخرجُون إِلَى ظَاهر الْقَاهِرَة ويقتتلون بالحديد والمقاليع وَمن انفردوا من النَّاس أخذُوا ثِيَابه فتعطلت الْأَسْوَاق وشغل كل أحد. مِمَّا يترقبه من الْخَوْف والنهب. واستعد الكافة للحصار وَأَكْثرُوا من شِرَاء البقسماط والدقيق والدهن وَنَحْو ذَلِك وَنقل من ذَلِك وَمن الأغنام إِلَى القلعة شَيْء كثير جدا. وَفِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء حضر بهادر والى الْعَرَب وَأخْبر نزُول الناصري إِلَى الصالحية وَمن مَعَه من العساكر فِي جهد. وَقد وقف لَهُم فِي الرمل عدَّة خُيُول وَا نه لما وجد الصالحية خَالِيَة من الْعَسْكَر سر بذلك وَسجد لله شكرا فَإِنَّهُ كَانَ بِحَال لَو تَلقاهُ عَسْكَر لما وجد فِيمَن مَعَه مَنْعَة يلقى بهَا وَأَن عرب العايد تَلقاهُ بهم الْأَمِير شمس الدّين مُحَمَّد بن عِيسَى وخدموا على الْعَادة وأحضروا الشّعير وَغَيره من الإقامات. فرسم للأمير قرا دمرداش أَن يتَوَجَّه لكشف الْأَخْبَار من جِهَة بركَة الْحَبَش خشيَة أَن يَأْتِي أحد من قبل أطفيح فَسَار لذَلِك. ورتب السُّلْطَان عسكره نوبتين نوبَة للْحِفْظ بِالنَّهَارِ ونوبة للْحِفْظ بِاللَّيْلِ وسير عدَّة من الْأُمَرَاء إِلَى جِهَة مرج الزيات طَلِيعَة تكشف الْخَبَر. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشرينه: أنْفق فِي مماليك أُمَرَاء الطبلخاناة والعشراوات فَأعْطى كل وَاحِد أَرْبَعمِائَة دِرْهَم فضَّة وَأنْفق فِي الحطبردارية والبزدارية والأوجاقية وَأَعْطَاهُمْ القسى والنشاب ورتب كثيرا من الأجناد البطالين بَين شرفات القلعة وَمَعَهُمْ القسى والنشاب وَأنْفق فيهم المَال واستدعى رُمَاة قسى الرجل من الْإسْكَنْدَريَّة فَحَضَرُوا وَأنْفق فيهم ورتبهم بالقلعة فِي يَوْم وَفِيه عَاد الْأَمِير سيف الدّين قجماس ابْن عَم السُّلْطَان وَمن مَعَه من مرج الزيات وَلم يقفوا على خبر فَخرج لَيْلَة الْخَمِيس الْأَمِير سودن الطرنطاي فِي عدَّة من الْأُمَرَاء إِلَى قبَّة النَّصْر للحرس وسارت طَائِفَة أُخْرَى إِلَى بركَة الْحَبَش. وَبَات السُّلْطَان بالإصطبل ساهراً لم ينم وَمَعَهُ النَّائِب سودن وقرا دمردش وعدة من المماليك والأمراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>