للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْخَمِيس أول جُمَادَى الْآخِرَة: توجه الْأَمِير قرا بغا الأبو بكري إِلَى قبَّة النَّصْر وَعَاد وَلم يقف على خبر. وظل الْأُمَرَاء نهارهم لابسين آلَة الْحَرْب وهم على ظُهُور خيولهم بسوق الْخَيل تَحت القلعة وَمَعَهُمْ مماليكهم ففر من مماليك السُّلْطَان اثْنَان وَمن ممالك الْأُمَرَاء نَحْو الْخمسين وَلَحِقُوا بالناصري. ودارت النُّقَبَاء على أجناد الْحلقَة فَحَضَرُوا إِلَى بَيْتِي الْأَمِير سودن النَّائِب والأمير أقبغا حَاجِب الْحجاب ففرقوا على أَبْوَاب الْقَاهِرَة ورتبوا بهَا لحفظها. وَندب الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الدواداري - أحد أُمَرَاء الطبلخاناه - وَمَعَهُ جمَاعَة لحفظ قياسر الْقَاهِرَة وأسواقها. وأغلق وَالِي الْقَاهِرَة بَاب البرقية وَأمر النَّاس بِحِفْظ الدروب والخوخ ورتبت النفطية على برج الطبلخاناه وَغَيره بالقلعة. وَقدم الْخَبَر بنزول طَلِيعَة الناصري بلبيس ومقدمها الطواشي تُقْطاي الطَشْتَمُري. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِيه نزلت عَسَاكِر الناصري البير الْبَيْضَاء فتسلل إِلَيْهِ الْعَسْكَر أَولا بِأول. فَكَانَ أول من يخرج إِلَيْهِ من الْقَاهِرَة الْأَمِير جِبْرَائِيل الْخَوَارِزْمِيّ وَمُحَمّد بن بَيْدَمُر نَائِب الشَّام والأمير بجمان المحمدي نَائِب الْإسْكَنْدَريَّة وغريب الخاصكي وَأحمد ابْن أرغون الأحمدي اللالا. فَنصبت الصناجق السُّلْطَانِيَّة على برج القلعة ودقت الكوسات الحربية فَاجْتمع الْأُمَرَاء والمماليك السُّلْطَانِيَّة والأجناد. وَركب السُّلْطَان والخليفة المتَوَكل على الله من القلعة بعد الْعَصْر ووقفا خلف دَار الضِّيَافَة وَجَمِيع من بَقِي من الْعَسْكَر لابسون السِّلَاح. وَاجْتمعَ حوله من الْعَامَّة مَا لَا يَقع عَلَيْهِ حصر ثمَّ سَار إِلَى الإسطبل وَجلسَ فِيهِ. وَصعد الْخَلِيفَة إِلَى منزله بالقلعة وَقد نزلت الذلة بالدولة وَظهر من جزع السُّلْطَان وبكائه مَا أبكى النَّاس شَفَقَة لَهُ وَرَحْمَة. فَلَمَّا غربت الشَّمْس صعد إِلَى القلعة. وَفِي يَوْم السبت ثالثه: نزل الْأَمِير يلبغا الناصري بركَة الْجب ظَاهر الْقَاهِرَة وَمَعَهُ من الْأُمَرَاء الْأَمِير سيف الدّين تمُربغا الأفضلي الْمَدْعُو منطاش والأمير سيف الدّين بزلار والأمير سيف الدّين كُمُشبغا والأمير أَحْمد بن يلبغا الخاصكي والأمير مَأْمُور والأمير أيدكار فِي آخَرين وَتَقَدَّمت الطَّلَائِع إِلَى مرج الزيات وَالِي مَسْجِد تبر فغلقت أَبْوَاب الْقَاهِرَة كلهَا إِلَّا بَاب زويلة وغلقت جَمِيع الدروب والخوخ وسد بَاب القرافة وماج النَّاس وانتشر الزعر وَأهل الْفساد فِي أقطار الْمَدِينَة وأفسدوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>