للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَنزل السُّلْطَان والخليفة من القلعة إِلَى تَحت دَار الضِّيَافَة فَقدم من الْإسْكَنْدَريَّة رُمَاة قسى الرجل بالقسى محملة على الْجمال وهم نَحْو الثلاثمائة رام. فَفرق فيهم مائَة دِرْهَم لكل وَاحِد ورتبهم فِي عدَّة أَمَاكِن. وَنُودِيَ فِي الْقَاهِرَة ومصر بِإِبْطَال جَمِيع المكوس وَفرقت دَرَاهِم على الْعَامَّة. وَخرج كثير من الْعَامَّة إِلَى بركَة الْجب حَتَّى شاهدوا عَسْكَر الناصري وحدثوهم. مِمَّا فعله السُّلْطَان من تحصين القلعة وَغَيرهَا. وَقدم الْخَبَر باً ن طَلِيعَة الناصري وصلت إِلَى الخراب طرف الحسينية فَلَقِيَهُمْ كشافة السُّلْطَان وكسروهم فَسَار الْأُمَرَاء إِلَى قبَّة النَّصْر وَنزل السُّلْطَان فِي بعض الزوايا عِنْد دَار الضِّيَافَة إِلَى أخر النَّهَار ثمَّ عَاد إِلَى الإسطبل وَعَاد إِلَيْهِ الْأُمَرَاء والمماليك والكوسات تدق وهم جَمِيعًا على أهبة اللِّقَاء ومدافع النفوط لَا تفتر والرميلة قد امْتَلَأت بالزعر والعامة ومماليك الْأُمَرَاء فَلم يزَالُوا على ذَلِك حَتَّى أَصْبحُوا يَوْم الْأَحَد فَإِذا بالأمير عَلَاء الدّين أقبغا المارداني - حَاجِب الْحَاجِب - والأمير جُمق بن الْأَمِير أيتَمُش والأمير صَار الدّين إِبْرَاهِيم بن الْأَمِير طشتمر الدوادار قد فروا فِي اللَّيْل وَمَعَهُمْ خَمْسمِائَة من مماليك السُّلْطَان ومماليك الْأُمَرَاء وَلَحِقُوا بالناصري. وَفِي يَوْم الْأَحَد رابعه: فر الْأَمِير قرْقُمَاش الطشتَمُري الدوادار والأمير ترا دمرداش الأحمدي والأمير سودن بَاقٍ صَارُوا فِي جملَة الناصري فِي عدَّة وافرة بِحَيْثُ لم يتَأَخَّر مَعَ السُّلْطَان إِلَّا طَائِفَة من خاصكيته من الْأُمَرَاء وَابْن عَمه الْأَمِير قَجْماس وسودن الشيخوني نَائِب السلطنة وسودن الطُرُنطاي وتَمُربغا المنجكي وسيدي أَبُو بكر بن سُنْقُر وبيبرس التمان تَمُري وشَنْكل الْمُقدم وشَيْخ الصفوي. وَفِيه أغلق بَاب زويلة وَجَمِيع الدروب والخوخ وتعطلت الْأَسْوَاق وغصت الْقَاهِرَة بالزعر وَاشْتَدَّ فسادهم وتلاشت الدولة واضمحل أمرهَا. وَخَافَ وَالِي الْقَاهِرَة على نَفسه فَقَامَ من خلف بَاب زويلة وَسَار بِمن مَعَه إِلَى منزله واختفى. وَبَقِي النَّاس فوضى فطمع المسجونون بخزانة شمايل وكسروا قيودهم وأتلفوا بَاب الخزانة وخلصوا على حمية جملَة وَاحِدَة فتشبه بهم أهل سجن الديلم والرحبة وَخَرجُوا أَيْضا. وَاشْتَدَّ الْأَمر حَتَّى دَاخل الْخَوْف كل أحد من النَّاس على نَفسه وَمَاله وَأَهله وَأمر السُّلْطَان من عِنْده من المماليك فوقفوا تَحت الطبلخاناه وَمنعُوا الْعَوام من التَّوَجُّه إِلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>