للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأصْبح النَّاس يَوْم الثُّلَاثَاء فِي هرج ومرج وقالات كَثِيرَة فِي الظَّاهِر برقوق. واستدعى الناصري الْأُمَرَاء وشاورهم فِيمَن ينصب فِي السلطنة حَتَّى اسْتَقر الرَّأْي على إِقَامَة الْملك الصَّالح حاجي بن الْأَشْرَف فَإِنَّهُ خلعه برقوق بِغَيْر مُوجب فَصَعِدُوا من الإصطبل إِلَى الحوش بالقلعة واستدعوه وأركبوه بشعار السلطنة من الحوش إِلَى الإيوان وأجلسوه على تخت الْملك بِهِ ولقبوه بِالْملكِ الْمَنْصُور وقلده الْخَلِيفَة أُمُور النَّاس على الْعَادة وَقبل الْأُمَرَاء الأَرْض بَين يَدَيْهِ. ودقت البشاير وَقَامَ إِلَى الْقصر وَسَائِر أَرْبَاب الدولة بَين يَدَيْهِ. وَنُودِيَ فِي الْحَال بِالْقَاهِرَةِ بالأمان وَالدُّعَاء للْملك الْمَنْصُور والأمير الْكَبِير يلبغا الناصري وتهديد من نهب فاطمأن النَّاس. ورتب الناصري عِنْد الْملك الْمَنْصُور بِالْقصرِ من الْأُمَرَاء عَلَاء الدّين ألطنبغا الأشرفي وأرسلان اللفاف وقراكسك وأردبغا العثماني. ورسم بِمَنْع الأتراك والتركمان من دُخُول الْقَاهِرَة. وَنزل سَيِّدي أَبُو بكر بن سنقر الجمالي وتنكز بغا رَأس نوبَة وَنُودِيَ بَين أَيْدِيهِمَا بتهديد من نهب شَيْئا وَأقَام تنكز بغا عِنْد الجملون وسط الْقَاهِرَة وَأَبُو بكر بن سنقر عِنْد بَاب زويلة وَأَخْرَجَا من كَانَ فِي الْقَاهِرَة من المماليك والتركمان. وَطلب الْأَمِير حُسَيْن بن الكوراني وخلع عَلَيْهِ عِنْد الناصري باستمراره على ولَايَة الْقَاهِرَة وَنزل وَقد سر النَّاس ولَايَته فَنَادَى بالأمان وَالْبيع وَالشِّرَاء وَالدُّعَاء للسُّلْطَان والأمير الْكَبِير وَتعين الصاحب كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّزَّاق بن إِبْرَاهِيم بن مكانس مشير الدولة وَتعين أَخُوهُ فَخر الدّين عبد الرَّحْمَن لنظر الدولة على عَادَته وأخوهما زين الدّين نصر الله فِي ديوَان الْأَمِير الْكَبِير يلبغا الناصري. فاستدعى الْفَخر ابْن مكانس مباشري الْجِهَات وَأعَاد جَمِيع المكوس الَّتِي أبطلها الْملك الظَّاهِر فَأخذت من النَّاس على الْعَادة. وَنُودِيَ بِأَمَان الجراكسة وَأَن جَمِيع المماليك والأجناد على حَالهم لَا يُغير على أحد مِنْهُم شَيْء مِمَّا هُوَ فِيهِ وَلَا يخرج عَنهُ إقطاعه. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سابعه: قدم الجوباني وقردم وألطنبغا الْمعلم من الْإسْكَنْدَريَّة على الْبَرِيد إِلَى الْأَمِير الْكَبِير وَنُودِيَ بِأَن من ظهر من المماليك الظَّاهِرِيَّة فَهُوَ بَاقٍ على إقطاعه وَمن اختفى بعد هَذَا النداء حل مَاله وَدَمه للسُّلْطَان. ورسم لسودن النَّائِب بِلُزُوم بَيته بطالاً. وَصَارَ الْأَمِير مَحْمُود الأستادار إِلَى ابْن مكانس المشير وترامى عَلَيْهِ فَأصْلح حَاله على مَال يحملهُ إِلَى الْأَمِير الْكَبِير وَجمع بَينهمَا فَأَمنهُ الْأَمِير الْكَبِير.

<<  <  ج: ص:  >  >>