للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَمَنعهُمْ النَّاس وقاتلوهم جهدهمْ فغلب الزعر وأشباههم على حواصل الْأَمِير مَحْمُود الأستادار بِالْقربِ من الْجَامِع الْأَزْهَر وَأخذُوا مِنْهُ شَيْئا كثيرا وغلبوا على عدَّة حوانيت للتجار بشارع الْقَاهِرَة ونهبوها فَقَاتلهُمْ النَّاس وَقتلُوا مِنْهُم أَرْبَعَة. فَمر بِالنَّاسِ من الْأَهْوَال مَا لَا يُوصف. وَبلغ الْخَبَر الناصري فندب سَيِّدي أَبُو بكر أَمِير حَاجِب وتنكز بغا رَأس نوبَة إِلَى حفظ الْقَاهِرَة فدخلا وَنُودِيَ بالأمان وَأَن من ينهب شَيْئا فَلَا يَلُومن إِلَّا نَفسه وَنزل تنكز بغا عِنْد الجملون وسط شَارِع الْقَاهِرَة وَنزل سَيِّدي أَبُو بكر عِنْد بَاب زويلة فسكن الْحَال. وعندما أقبل الْخَلِيفَة إِلَى وطاق الناصري قَامَ إِلَيْهِ وتلقاه وَأَجْلسهُ بجانبه وَحضر قُضَاة الْقُضَاة والأعيان للهناء. وأُمر الْخَلِيفَة فَصَارَ إِلَى خيمة وَأخرج الْقُضَاة إِلَى خيمة أُخْرَى. وَاجْتمعَ عِنْد الناصري من مَعَه من الْأُمَرَاء لتدبير أَمرهم وَإِقَامَة أحد فِي السلطنة فَأَشَارَ بَعضهم بسلطنة الناصري فَامْتنعَ من ذَلِك وانفضوا بِغَيْر طائل فَتقدم الناصري بِكِتَابَة مرسوم عَن الْخَلِيفَة وَعَن الْأَمِير الْكَبِير يلبغا الناصري بالإفراج عَن الْأُمَرَاء المعتقلين بالإسكندرية وهم ألطنبغا الجوبانى وقردم الحسني وألطنبغا الْمعلم وإحضارهم إِلَى قلعة الْجَبَل وَسَار الْبَرِيد بذلك وَأمر بالرحيل من قبَّة النَّصْر وَركب فِي عَالم كَبِير من العساكر القادمين مَعَه وعدتهم فِيمَا يُقَال نَحْو السِّتين ألفا وَأَن عليق جماله فِي كل لَيْلَة ألف وثلاثمائة أردب. وَسَار إِلَى القلعة فَنزل بالإسطبل السلطاني وَنزل الْخَلِيفَة بمنزله من القلعة وَنزلت الْأُمَرَاء فِي منَازِل أُمَرَاء الظَّاهِر برقوق فَفِي الْحَال حضر إِلَى الناصري الْوَزير الصاحب كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن الغنام وموفق الدّين أَبُو الْفرج نَاظر الْخَاص وجمال الدّين مَحْمُود نَاظر الْجَيْش وفخر الدّين عبد الرَّحْمَن بن مكانس نَاظر الدولة والأمير نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن الحسام شاد الدَّوَاوِين وَبدر الدّين مُحَمَّد بن فضل الله كَاتب السِّرّ وَسَائِر أَرْبَاب الْوَظَائِف وَقَامُوا بخدمته فَتقدم إِلَى ابْن الحسام بتحصيل الأغنام لمطابخ الْأُمَرَاء. وَإِذا بِالنَّاسِ تصرخ تَحت القلعة وتشكوا من كَثْرَة نهب التراكمين والزعر فَأمر الناصري الْأَمِير منكلي الْحَاجِب وسيدي أَبُو بكر حَاجِب الْحَاجِب وأقبغا المارداني وبلوط فنزلوا إِلَى الْقَاهِرَة وَنُودِيَ بِأَن من نهب من التّرْك والتركمان والعامة فَاقْتُلُوهُ. ووقف ابْن الحسام مُتَوَلِّي الْقَاهِرَة عِنْد بَاب زويلة لمنع من يدْخل إِلَى الْقَاهِرَة وَقبض على ثَلَاثَة من التركمان وسجنوا بخزانة شمايل فخف الْأَمر. وَنزل أَيْضا طَائِفَة من الْأُمَرَاء لحراسة الْقَاهِرَة وظاهرها. ورسم للأمير تنكز بغا رَأس نوبَة بتحصيل مماليك الظَّاهِر برقوق فَأخذ فِي تتبعهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>