وَبعث الْبَرِيد بِأَنَّهُ لَا يدْخل فِي هَذَا الْأَمر وَلَكِن يحضر إِلَيْهِ من يتسلمه مِنْهُ وَيفْعل فِيهِ مَا يرسم لَهُ بِهِ. وَكَانَ فِي خدمَة الظَّاهِر غُلَام من أهل الكرك يُقَال لَهُ عبد الرَّحْمَن فَنزل إِلَى جمَاعَة من أوغاد الْمَدِينَة وأعلمهم أَن الشهَاب حضر لقتل الْملك الظَّاهِر فأنفقوا من ذَلِك وَقَامُوا إِلَى القلعة وهجموا على الشهَاب وقتلوه وجروه بِرجلِهِ إِلَى بَاب القاعة الَّتِي فِيهَا الظَّاهِر فَلم يشْعر - والنائب عِنْده وَقد ابتدأوا فِي الْإِفْطَار لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر شهر رَمَضَان - إِلَّا وَجَمَاعَة قد اقتحموا عَلَيْهِ وهم يدعونَ لَهُ بالنصر وأخذوه بِيَدِهِ حَتَّى أَخْرجُوهُ وَقَالُوا: دس بقدمك على رَأس عَدوك. وأروه الشهَاب مقتولاً ونزلوا بِهِ إِلَى الْمَدِينَة فدهش النَّائِب وَلم يجد بدا من الْقيام فِي خدمته وتجهيزه. وتسامع بِهِ أهل الْبِلَاد فَأتوهُ من كل نَاحيَة. وَفِي ثَانِي عشرينه: اسْتَقر مُحَمَّد بن أسندمر العلاي فِي نِيَابَة الْإسْكَنْدَريَّة عوضا عَن أَمِير حَاج بن مُغْلطاي وَاسْتقر ابْن مُغلطاوي أحد الْأُمَرَاء المقدمين بِالْقَاهِرَةِ. وَفِيه اسْتَقر تَاج الدّين بهْرَام بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز الدَّمِيرِيّ فِي قَضَاء الْقُضَاة الْمَالِكِيَّة بِالْقَاهِرَةِ ومصر بعد وَفَاة جمال الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن خير الإسْكَنْدراني. وَفِيه بلغت زِيَادَة مَاء النّيل إِلَى ثَمَانِيَة أَصَابِع من عشْرين ذِرَاعا وَهُوَ يَوْم عيد الصَّلِيب. وَفِي خَامِس عشرينه: قبض منطاش على الْأَمِير قُرقماس الطشتَمُري الخازندار وعَلى الْأَمِير شاهين الصَرْغَتْمُشي أَمِير أخور وقُطلوبَك أستادار الْأَمِير أيتمش وعَلى عدَّة من المماليك الظَّاهِرِيَّة. وقَبض على الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الحسام شاد الدَّوَاوِين وضربه ضربا كثيرا. وَفِيه اسْتَقر جلال الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين عمر البُلْقِينِيّ فِي قَضَاء الْعَسْكَر بعد وَفَاة أَخِيه بدر الدّين مُحَمَّد.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute