وَفِي يَوْم السبت ثَمَانِي ذِي الْقعدَة: اسْتَقر قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين مُحَمَّد بن أبي الْبَقَاء فِي قَضَاء الْقُضَاة بِدِمَشْق عوضا عَن شهَاب الدّين أَحْمد بن عمر الْقرشِي. واستَقر قَاضِي الْقُضَاة سري الدّين مُحَمَّد بن المسلاني خطيب الْجَامِع الْأمَوِي وَشَيخ الشُّيُوخ بِدِمَشْق وَاسْتقر موفق الدّين بن العجمي فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحلب عوضا عَن محب الدبن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشّحْنَة. وَاسْتقر بدر الدّين مَحْمُود السراي الكُلُسْتانى فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق عوضا عَن نجم الدّين الكفري. وَفِي ثالثه: توجه قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ إِلَى مَدِينَة مصر فِي موكب جليل على الْعَادة. وَفِي سادسه: حضر الْأَمِير حُسَيْن بن أخي قرط طَائِعا وَاعْتذر فَقبل عذره وخلع عَلَيْهِ لولاية وَفِي عاشره: قرئَ تَقْلِيد قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ فَكَانَ الْجمع موفوراً. وَفِي ثَانِي عشره: أحضر بالأمير مبارك شاه الكاشف مُقَيّدا فسجن بخزانة شمايل. وَفِي هدا الشَّهْر: كثرت الإشاعات وقويت الأراجيف وَاخْتلفت الْأَقْوَال فِي الْملك الظَّاهِر برقوق وَكَانَ من خَبره أَنه لما قتل الشهَاب بالكرك وَأنزل عوام الْبَلَد الْملك الظَّاهِر من قلعتها وَقَامُوا بخدمته أَتَتْهُ العربان وَصَارَ فِي طَائِفَة فَلم تَجِد أكَابِر مَدِينَة الكرك بدا من الْمُوَافقَة إِلَّا أَنهم قد سقط فِي أَيْديهم وخافوا سوء الْعَاقِبَة. فَلَمَّا كثر جمع الظَّاهِر عزم على الْخُرُوج من الْمَدِينَة وبرّز أثقاله. فَاجْتمع الْأَعْيَان عِنْد الْعِمَاد أَحْمد بن عِيسَى المقيري قَاضِي الكرك وأحالوا الرَّأْي وخشوا من السلطنة بِمصْر فاتفقوا على الْقيام عَلَيْهِ وَقَبضه وإعلام أهل مصر بذلك وَأَنه لم يخرج إِلَّا باجتماع السُّفَهَاء مِنْهُم ليَكُون ذَلِك خلاصاً لَهُم من معرة معاداة الدولة. وبعثوا نَاصِر الدّين مُحَمَّد أَخا القاضى فأغلق بَاب الْمَدِينَة وَصَارَ الظَّاهِر وَقد حيل بَينه وَبَين أثقاله وَعَامة أَصْحَابه فَلَمَّا قَامَ. ليركب وَيخرج بلغه ذَلِك. وَكَانَ عَلَاء الدّين على - أَخُو القاضى - مبَاشر الْإِنْشَاء بالكرك فَكتب للظَّاهِر فِي مُدَّة خُرُوجه وخدمه. فَلَمَّا رأى مَا نزل بِالظَّاهِرِ عِنْدَمَا بلغه اتِّفَاق أهل الْمَدِينَة فِي بَيت أَخِيه على قبض الظَّاهِر حَدثهُ وقوّى جأشه وَسَار بِهِ حَتَّى وصل بَاب الْمَدِينَة فَإِذا بِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute