للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مغلوق وَأَخُوهُ نَاصِر الدّين قَائِم عِنْده فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى فتح الْبَاب وَخرج بِالظَّاهِرِ من الْمَدِينَة والتحق بِبَقِيَّة أَصْحَابه من المماليك الَّذين وصلوا اٍ ليه والعربان الَّتِى اجْتمعت عَلَيْهِ وأخلاط أهل مَدِينَة الكرك. فَأَقَامَ بالثنية خَارج الكرك يَوْمَيْنِ ورحل فِي ثامن عشْرين شَوَّال وَسَار بهم يُرِيد دمشق - وَبهَا الْأَمِير جَنتمُر أَخُو طاز مُتَوَلِّي نيابتها - وَقد وصل إِلَيْهِ الْأَمِير ألْطُنْبغا الْحلَبِي الدوادار من مصر نَائِبا على حلب بِحكم عصيان كمشبغا الْحَمَوِيّ. فاستعدا لقِتَال الظَّاهِر وَتوجه إِلَيْهِمَا الْأَمِير حسام الدّين حُسَيْن بن باكيش - نَائِب غَزَّة - بعساكرها وعشيرها. وَأَقْبل الظَّاهِر. مِمَّن مَعَه فَخَرجُوا إِلَيْهِ وقاتلوه بشقحب - قَرِيبا من دمشق - قتالاً شَدِيدا كسروه فِيهِ غير مرّة وَهُوَ يعود إِلَيْهِم ويقاتلهم إِلَى أَن كسرهم وانهزموا مِنْهُ إِلَى دمشق. وَقتل مِنْهُم مَا ينيف على الْألف فيهم خَمْسَة عشر أَمِيرا وَقتل من أَصْحَابه نَحْو السِّتين وَمن أمرائه سَبْعَة. وَركب اً قفية المنهزمين فَامْتنعَ جَنتمُر بالقلعة وَتوجه بالقلعة وَتوجه من أُمَرَاء دمشق سِتَّة وَثَلَاثُونَ أَمِيرا وَمَعَهُمْ نَحْو الثلاثمائة وَخمسين فَارِسًا قد أثخنوا بالجراحات. وَأخذُوا نَائِب صفد وقصدوا ديار مصر. فَلم يمض غير يَوْم وَاحِد حَتَّى وصل ابْن باكيش بجمائعه فقاتله الظَّاهِر وهزمه وَأخذ جَمِيع مَا كَانَ مَعَه فقوي بِهِ قُوَّة كَبِيرَة. وَأَتَاهُ عدَّة من مماليكه وَمن أُمَرَاء الشَّام فَصَارَ فِي عَسْكَر كَبِير وَأَقْبل إِلَيْهِ الْأَمِير جِبْرَائِيل حَاجِب الْحجاب بِدِمَشْق وأمير عَليّ بن وَنزل السُّلْطَان بوقوق على قبَّة يلبغا ظَاهر دمشق وَقد امْتنع أَهلهَا بهَا وبالغوا فِي تحصينها فحصرها وأحرق القبيبات وخربها وَأهْلك فِي الْحَرِيق خلقا كثيرا وجد أهل الْمَدِينَة فِي قِتَاله وأفحشوا فِي سبه وَهُوَ لَا يفتر عَن قِتَالهمْ فأمده الْأَمِير كمشبغا من حلب بِثَمَانِينَ فَارِسًا من المماليك الظَّاهِرِيَّة فَأخْرج إِلَيْهِم الْأَمِير جَنتمُر خَمْسمِائَة فَارس من دمشق ليحولوا بَينهم وَبَين الظَّاهِر فقاتلوهم فكسرهم الظَّاهِرِيَّة واستولوا على جَمِيع مَا مَعَهم. وَأتوا إِلَى الظَّاهِر فَأقبل الْأَمِير نعير بعربانه يُرِيد محاربته فحاربه وكسره فَانْهَزَمَ عَنهُ وتقوى. مِمَّا صَار إِلَيْهِ فِي هَذِه الوقائع. وَصَارَ لَهُ برك ويرق بَعْدَمَا كَانَ بهيئة رثَّة لَا يكنه من الْمَطَر إِلَّا خيمة صَغِيرَة ومماليكه فِي أخصاص كل مِنْهُم هُوَ الذى يتَوَلَّى خدمَة فرسه بِنَفسِهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>