للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

برقوق وأفحش حُسَيْن الْوَالِي فِي سبّ أَخَوَات الظَّاهِر وَبَالغ فِي إهانتهن وذم الظَّاهِر حَتَّى ألجأهن إِلَى الْخُرُوج حاسرات مَعَ الجنادرة يسحبن فِي طول الْقَاهِرَة حَتَّى قدم مرسوم نَائِب الْغَيْبَة بردهن من بَاب زويلة فَكَانَ هَذَا أعظم الْأَسْبَاب فِي هَلَاك حُسَيْن كَمَا يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَفِيه اسْتَقر عمر بن خطاب فِي ولَايَة المنوفية عوضا عَن مُحَمَّد بن العادلي. وَفِي ثَانِي عشره: قلعت الزِّينَة. وَفِيه نزل قطلوبغا الْحَاجِب وفتش البيسرية فَلم يجد فِيهَا أحدا من المماليك الظَّاهِرِيَّة فَدخل الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة برقوق وفتش سَائِر بيُوت فقهائها فَلم يجد أحدا فَقبض على رجلَيْنِ من التُّجَّار الْعَجم أَحدهمَا خواجاً إِسْمَاعِيل وعملهما فِي الْحَدِيد وَسَار بهما إِلَى القلعة. وَفِيه ألزم أَرْبَاب المراكب أَلا يعدوا بفرس من بر الجيزة إِلَى بر مصر والقاهرة. وَفِيه نُودي على الممالك الظَّاهِرِيَّة أَن من أحضر مِنْهُم مَمْلُوكا أَخذ ألفي دِرْهَم. وَأما الْملك الْمَنْصُور والأمير منطاش فَإِن الْأَخْبَار أتتهما بِأَن الْأَمِير كُمُشبغا لم يزل يبْعَث من حلب يمد الْملك الظَّاهِر بالعساكر والأزواد والآلات وَغير ذَلِك حَتَّى صَار لَهُ برك كَبِير ثمَّ إِنَّه قدم لنصرته بعساكر حلب وَقَاتل مَعَه فجد الْملك الْمَنْصُور من غَزَّة فِي الْمسير وَبلغ ذَلِك الْملك الظَّاهِر فَترك قتال أهل دمشق وَأَقْبل نحوهم فَنزل الْعَسْكَر الْمصْرِيّ على قَرْيَة المليحة - وهى عَن شقحب بِنَحْوِ بريد - وَأَقَامُوا بهَا يومهم. وبعثوا كشافتهم فوجدوا الظَّاهِر برقوق على شقحب فَكَانَ اللِّقَاء يَوْم الْأَحَد رَابِع عشره وَقد وافاهم الظَّاهِر برقوق فَوقف الْأَمِير منطاش فِي الميمنة وَحمل على ميسرَة الظَّاهِر فَحمل أَصْحَاب ميمنة الظَّاهِر على ميسرَة الْمَنْصُور وبذل كل من الْفَرِيقَيْنِ جهده وَكَانَت حروب شَدِيدَة انْهَزَمت فِيهَا ميمنة الظَّاهِر وميسرته وتبعهم منطاش بِمن مَعَه وَثَبت الظَّاهِر فِي الْقلب وَقد انْقَطع عَنهُ خبر أَصْحَابه وأيقن بِالْهَلَاكِ. ثمَّ حمل على الْمَنْصُور بِمن بَقِي مَعَه فَأخذ الْمَنْصُور والخليفة المتَوَكل والقضاة والخزاين ومالت الطَّائِفَة الَّتِي ثبتَتْ مَعَه على الأثقال فأخذتها عَن أَخّرهَا وَكَانَت شَيْئا يخرج عَن الْحَد فِي الْكَثْرَة وَوَقع الْأَمِير قُجماس ابْن عَم الظَّاهِر فِي قَبْضَة منطاش وَمر فِي أثر المنهزمين

<<  <  ج: ص:  >  >>