بأجمعهم وَخَربَتْ بانقوسا حَتَّى صَارَت دكا وَنهب جَمِيع مَا كَانَ بهَا وَأَن كمشبغا بَالغ فِي تحصين حلب وَعمارَة قلعتها وَأعد بهَا مُؤنَة عشر سِنِين. وَأَنه جمع من أهل حلب مبلغ ألف ألف دِرْهَم وَعمر سور مَدِينَة حلب وَكَانَ مُنْذُ خربه هولاكو خراباً فجَاء فِي غَايَة الإتقان وعَمَل لَهُ بَابَيْنِ وَفرغ مِنْهُ فِي نَحْو الشَّهْرَيْنِ وَبَعض الثَّالِث وَكَانَ أَكثر أهل حلب تعْمل فِيهِ وَا ن الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن المهمندار والأمير طُغنجي نَائِب دوركي كَانَ لَهما بلَاء كَبِير فِي الْقِتَال لأهل بانقوسا. وَيُقَال إِنَّه قتل فِي هَذِه الْوَاقِعَة بحلب عشرات الآلاف من النَّاس حَيْثُ لم يُمكن عدهم لكثرتهم. وَفِيه أُلزم أَمِير حَاج بن مغُلطاي بِلُزُوم بَيته بطالاً. وَفِي ثامن عشره: خرج الْبَرِيد بإحضار الْأَمِير كمشبغا من حلب. وَفِيه قدم الْأَمِير طغاي تمر القبلاوي نَائِب حماة. وَفِيه كثرت القالة بِأَن الْأَمِير بطا الدوادار يُرِيد إثارة فتْنَة فتحرز الْأُمَرَاء وَأَعدُّوا للحرب إِلَى أَن كَانَ يَوْم الِاثْنَيْنِ: عشرينه جلس السُّلْطَان بدار الْعدْل على الْعَادة وَصَارَ بعد انْقِضَاء الْخدمَة إِلَى الْقصر وَمَعَهُ الْأُمَرَاء فَتقدم الْأَمِير بطا وَقَالَ للسُّلْطَان: قد سَمِعت مَا قيل عني وَهَا أَنا وَحل سَيْفه وَعمل فِي عُنُقه منديلا كالمستسلم للْمَوْت فشكره السُّلْطَان وَسَأَلَ الْأُمَرَاء عَمَّا ذكره الْأَمِير بطا وَأظْهر إِنَّه لم يسمع شَيْئا من ذَلِك فَذكرُوا أَن الْأَمِير كُمشبغا رَأس نوبَة تنافس مَعَ الْأَمِير بَكْلَمش أَمِير أخور وَجرى أَيْضا بَين الْأَمِير بطا والأمير مَحْمُود الأستادار مخاشنة فأشاع النَّاس مَا أشاعوا فَجَمعهُمْ السُّلْطَان وحلفهم وَحلف المماليك أَيْضا وَطيب خواطر الْجَمِيع بلين كَلَامه ودهائه. وأحضر مَمْلُوك اتهمَ أَنه هُوَ الَّذِي أشاع الْفِتْنَة فَضرب ضربا مبرحاً وَسمر على جمل وَشهر ثمَّ سجن بخزانة شمايل فَلم يعرف لَهُ خبر. وَقبض على بَكْبُغا - أحد العشراوت - وَسمر وَشهر أَيْضا وَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من يَرْمِي الْفِتَن بَين الْأُمَرَاء. فسكنت الْفِتْنَة بعد أَن كَادَت الْحَرْب أَن تقوم. وَفِيه قدم الْبَرِيد بِأَن منطاش ونعيرا جمعا جمعا كَبِيرا من العربان والأشفية والتركمان وَسَارُوا لمحاربة النواب فَخرج الْأَمِير يلبغا الناصري والأمير ألطبغا الجوباني بالعساكر من دمشق إِلَى سليمَة. وَفِي حادي عشرينه: قدم الْبَرِيد من طرابلس بِأَن ابْن أَيْمَان التركماني توجه إِلَى طرابلس من قبل منطاش فِي ثَمَانِيَة آلَاف فَارس، وحاصرها حَتَّى ملكهَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute