للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي سَابِع عشرينه: قدم عَامر بن ظَالِم بن حيار بن مهنا - ولد أخي الْأَمِير نعير - مغاضباً لِعَمِّهِ فَأقبل السُّلْطَان عَلَيْهِ وَأَجْلسهُ وخلع عَلَيْهِ. وَقدم الْبَرِيد من دمشق بوصول أَبى بكر وَعمر وَلَدي نعير مفارقين لأبيهما ومعهما عدَّة من وَفِي تَاسِع عشرينه: قدمت رسل القان طَقْتمش خَان ملك الدشت. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث رَمَضَان: قدم الْبَرِيد من حلب بِقَبض منطاش وَذَلِكَ أَن الْأَمِير جلبان نَائِب حلب لم يزل يبْذل جهده فِي أَمر منطاش حَتَّى وَافقه الْأَمِير نعير على ذَلِك. وَكَانَ فِي طول هَذِه الْمدَّة مُقيما عِنْده ويغزو مَعَه فَبعث جلبان شاد شراب خاناته كمشبغا إِلَى نعير فِي خَمْسَة عشر فَارِسًا بَعْدَمَا الْتزم لَهُ بِإِعَادَة إمرة الْعَرَب إِلَيْهِ. فَلَمَّا قرب من أَبْيَات نعير نزل وَبعث يَأْمُرهُ بِقَبْضِهِ فندب نعير أحد عبيده إِلَى منطاش يستدعيه إِلَيْهِ فأحس بِالشَّرِّ وهم بالفرار فَقبض العَبْد عنان فرسه وأدركه عبد آخر وأنزلاه عَن فرسه وأخذا سَيْفه فبدر إِلَى سكين مَعَه ضرب نَفسه بهَا أَربع ضربات وأغشى عَلَيْهِ وَحمل إِلَى كمشبغا وَمَعَهُ فرسه وَأَرْبع جمال فَسَار بِهِ إِلَى حلب فِي أَرْبَعمِائَة فَارس من عرب نعير. فَكَانَ لدُخُوله يَوْمًا مشهوداً وسجن بقلعتها. فسر السُّلْطَان بذلك سُرُورًا عَظِيما وأنعم على كمشبغا الْوَاصِل بالبشرى بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم وقباء مطرز بِنصب وَتقدم إِلَى سَائِر الْأُمَرَاء بخلعهم عَلَيْهِ ودقت البشائر وَنُودِيَ بالزينة فزينت الْقَاهِرَة ومصر وَنُودِيَ من الْغَد بِأَن منطاش قد قبض عَلَيْهِ. وَفِي خامسه: قرئَ تَقْلِيد قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين إِبْرَاهِيم الْحَنْبَلِيّ على الْعَادة. وَفِيه توجه الْأَمِير سيف الدّين طولو من عَليّ باشا - أحد العشراوات - على الْبَرِيد لإحضار منطاش فَسَار إِلَى حلب وعصره لِيُقِر فَلم يعْتَرف بِشَيْء ثمَّ ذبح وحملت رَأسه على رمح وطيف بهَا حلب وَسَائِر مدن الشَّام حَتَّى قدمت قلعة الْجَبَل صُحْبَة طُولُو فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشرينه علقت على بَاب القلعة ثمَّ طيف بهَا - على رمح - الْقَاهِرَة ومصر وعلقت على بَاب زويلة ثَلَاثَة أَيَّام. ثمَّ حطت وسلمت إِلَى زَوجته أم وَلَده. فدفنت فِي سادس عشرينه.

<<  <  ج: ص:  >  >>