وَمضى إِلَى قبر الإِمَام الشَّافِعِي فزاره وَتصدق على الْفُقَرَاء. وَسَار إِلَى مشْهد السيدة نفسية فزاره وَتصدق وَعَاد إِلَى الرميلة. وَأَشَارَ إِلَى الطّلب السلطاني فَسَار إِلَى الريحانية فِي أعظم قُوَّة وأبهج زِيّ وأفخر هَيْئَة وجر فِيهِ مِائَتي جنيب من عتاق الْخَيل عَلَيْهَا من الأسلحة وَالذَّهَب مَا يقصر الْوَصْف عَن حكايته. وَسَار فِي موكب تهتز لَهُ الأَرْض وَإِلَى جَانِبه ابْن أويس على فرس بقماش ذهب وبجانب ابْن أويس الْأَمِير كمشبغا الأتابك. وَتبع العساكر من وَرَائِهَا طلب الْأَمِير كمشبغا ثمَّ طلب الْأَمِير قَلَمْطاي الدوادار ثمَّ أطلاب بَقِيَّة الْأُمَرَاء فَكَانَ يَوْمًا لم ير مثله وَقد حشر النَّاس فِي كل مَوضِع وَنزل السُّلْطَان وَابْن أويس بالمخيم من الريدانية. وَفِي رَابِع عشره: أُعِيد بدر الدّين مُحَمَّد بن أبي الْبَقَاء الشَّافِعِي إِلَى قَضَاء الْقُضَاة بديار مصر وَصرف الصَّدْر مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ وَدخل من الريدانية إِلَى الْقَاهِرَة وَمَعَهُ من الْأُمَرَاء تغري بردي رَأس نوبَة وقَلَمطاي الدوادار وأقبغا اللكاش رَأس نوبَة فِي آخَرين وَعَلِيهِ التشريف. وَفِيه اسْتَقر الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن رَجَب بن كلفت التركماني فِي الوزارة وعزل الْمُوفق أَبُو الْفرج. وَاسْتقر سعد الدّين نصر الله بن البقري نَاظر الدولة عوضا عَن بدر الدّين مُحَمَّد بن الأقفهسي. وَاسْتقر الصاحب كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن غنم فِي نظر الْبيُوت على عَادَته. وَاسْتقر الصاحب علم الدّين عبد الْوَهَّاب سنّ إبرة فِي اسْتِيفَاء الدولة شَرِيكا للصاحب تَاج الدّين عبد الرَّحِيم بن أبي شَاكر وَدخل الْجَمِيع الْقَاهِرَة بِالْخلْعِ. وَفِي سَابِع عشره: قبض على الشريف مَحْمُود العُنابي وَذَلِكَ أَنه كَانَ من العنابة خَارج دمشق فتوصل إِلَى السُّلْطَان وَهُوَ بهَا وجاراه فِي أُمُور من المغيبات صَادف وُقُوعهَا. وَكَانَ السُّلْطَان لَهُ تطلع إِلَى ذَلِك فَأكْرمه وَقدم بِهِ مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة وأجرى عَلَيْهِ ألف دِرْهَم فضَّة فِي كل شهر وَصَارَ إِذا حضر مَعَ الْقُضَاة يجلسه فَوْقهم بجانبه. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشره: بعث الْأَمِير شرف الدّين مُوسَى بن الْأَمِير شمس الدّين مُحَمَّد بن عِيسَى العائدي من خزانَة شمايل ورقة إِلَى الْأَمِير عَلَاء الدّين على ابْن الطبلاوي وَالِي الْقَاهِرَة وَكَانَ السُّلْطَان قد سخط على بني عِيسَى وسجنهم بخزانة شمايل فَإِذا فِي الورقة أَن الشريف العنابي بعث إِلَيْهِ أَن يَأْمر عربانه بالنزول قَرِيبا من الْقَاهِرَة ليملكها بهم فِي غيبَة السُّلْطَان فَلم يقنع ابْن الفبلاوي بِهَذَا من ابْن عِيسَى وَقَالَ لقاصده: لما إِذا قيل هَذَا للشريف يُنكره لَكِن حصل إِلَى خطة بذلك فسير إِلَيْهِ فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute