للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَزَاد تجانن الْعَبَّادِيّ وَقَالَ: قد كفر السالمي بمسكه كمي وَأَنا مذهبي من قَالَ للفقيه يَا فَقِيه بِصِيغَة التصغير فقد كفر لِأَنَّهُ احتقره وَكَذَلِكَ مسك كمي فِيهِ احتقاري وَهُوَ كفر. فانفض الْمجْلس عَن غير صلح فَعَاد السالمي إِلَى السُّلْطَان. وَقد بلغ السُّلْطَان مَا جرى بَينه وَبَين الْعَبَّادِيّ فَقَالَ لَهُ: قد كفرك الْفُقَهَاء يَا يلبغا فَقَالَ: يَا مَوْلَانَا قد كفرُوا أكبر مني. يعرض لَهُ بِمَا كَانَ من إِفْتَاء الْفُقَهَاء فِيهِ لمنطاش أَيَّام كَانَ بالكرك. ثمَّ سَأَلَ فِي عقد مجْلِس لَهُ ولغريمه فرسم بذلك وَحضر الْقُضَاة وَشَيخ الْإِسْلَام عِنْد السُّلْطَان فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن شهر رَجَب هَذَا وَجِيء بالعبادي وأقيمت عَلَيْهِ الْبَيِّنَة عِنْد قَاضِي الْقُضَاة نَاصِر الدّين مُحَمَّد التنسي الْمَالِكِي بعد الدَّعْوَى فَحكم بتعزيره فَقَالَ السُّلْطَان: التَّعْزِير لي. وَأَرَادَ ضربه بالمقارع فشفع فِيهِ الْأَمِير قَلَمطاي الدوادار حَتَّى فوض تعزيره لقَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين مَحْمُود الْحَنَفِيّ فَأَجَابَهُ وَأمر بِهِ الْجمال عِنْد ذَلِك فكشف رَأسه وَأنزل بِهِ بَين يَدي بغال الْقُضَاة من القلعة وَهُوَ ماش حَتَّى سجن بِحَبْس الديلم من الْقَاهِرَة ثمَّ أخرج مِنْهُ وَنقل إِلَى سجن الرحبة. وَطلب يَوْم السبت حادي عشره إِلَى بَيت الْجمال العجمي وَحضر ابْن الطبلاوي وضربه على قَدَمَيْهِ نَحْو الْأَرْبَعين ضَرْبَة وأعيد إِلَى السجْن. ثمَّ خرج فِي ثامن عشره إِلَى بَيت السالمي وَقد حضر شيخ الْإِسْلَام عِنْده. وَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى أرج عَنهُ وتسامع الْقُضَاة فَأتوا إِلَى السالمي وحضروا إصْلَاح شيخ الْإِسْلَام بَينهمَا. وَفِيه اسْتَقر تَاج الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمَيْمُونِيّ فِي مشيخة خانكاة قوصون بالقرافة بعد وَفَاة نور الدّين عَليّ الهوريني. وَاسْتقر مُحَمَّد بن حسن بن ليلى فِي ولَايَة قطيا عوضا عَن صَدَقَة الشَّامي. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع شعْبَان: جلس السُّلْطَان بدار الْعدْل من القلعة وعملت الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة وَكَانَ قد عطل حُضُور دَار الْعَمَل من نَحْو سنة وَنصف. وَفِي تاسعه: أعَاد السُّلْطَان على الْأَيْتَام المَال الَّذِي اقترضه من الْمُودع وَهُوَ مبلغ نَحْو ألف ألف وَمِائَة ألف وَخمسين ألف دِرْهَم من ذَلِك مَا يخْتَص بمودع الْقَاهِرَة وَالشَّام خَمْسمِائَة وَخَمْسُونَ ألفا وَمن مُودع الشَّام سِتّمائَة ألف دِرْهَم. وَفِي تاسعه: اسْتَقر الْأَمِير عَلَاء الدّين عَليّ بن الطبلاوي يتحدث فِي أَمر دَار الضَّرْب بِالْقَاهِرَةِ عوضا عَن مَحْمُود الأستادار.

<<  <  ج: ص:  >  >>