للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفرنج أسوار فِي مياط وَجعلُوا جَامعهَا كَنِيسَة وبثوا سراياهم فِي الْقرى يقتلُون وَيَأْسِرُونَ فَعظم الْخطب وَاشْتَدَّ الْبلَاء وَندب السُّلْطَان النَّاس وفرقهم فِي الأَرْض فَخَرجُوا إِلَى الْآفَاق يستصرخون النَّاس لاستنقاذ أَرض مصر من أَيدي الفرنج وَشرع السُّلْطَان فِي بِنَاء الْحور والفنادق والحمامات والأسواق بِمَنْزِلَة المنصورة وجهز الفرنج من حصل فِي أَيْديهم من أُسَارَى الْمُسلمين فِي الْبَحْر إِلَى عكا وبرزوا من مَدِينَة دمياط يُرِيدُونَ أَخذ مصر والقاهرة فنازلوا السُّلْطَان تجاه المنصورة وَصَارَ بَينهم وَبَين الْعَسْكَر بَحر أشموم وبحر دمياط وَكَانَ الفرنج فِي مِائَتي ألف رجل وَعشرَة آلَاف فَارس فَقدم السُّلْطَان الشواني تجاه المنصورة وَهِي مائَة قِطْعَة وَاجْتمعَ النَّاس من أهل ومصر وَسَائِر النواحي مَا بَين أسوان إِلَى الْقَاهِرَة وَوصل الْأَمِير حسام الدّين يُونُس والفقيه تَقِيّ الدّين طَاهِر الْمحلي فأخرجا النَّاس من الْقَاهِرَة ومصر وَنُودِيَ بالنفير الْعَام وَألا يبْقى أحد وَذكروا أَن ملك الفرنج قد أقطع ديار مصر لأَصْحَابه. فَقَالَ: يهددونا بِأَهْل عكا أَن يملكونا وَأهل يافا وَمن لنا أَن يلوا علينا فالروم خير من الريافا يَعْنِي أهل الرِّيف فَإِنَّهُ كَانَ قد كثر تسلطهم وطمعوا فِي أَمر السُّلْطَان واستخفوا بِهِ لشغله بالفرنج عَنْهُم وَخرج الْأَمِير عَلَاء الدّين جِلْدك والأمير جمال الدّين بن صيرم لجمع النَّاس مِمَّا بَين الْقَاهِرَة إِلَى آخر الحوف الشَّرْقِي فأجمع من الْمُسلمين عَالم لَا يَقع عَلَيْهِ حصر وَأنزل السُّلْطَان على نَاحيَة شار مساح ألفي فَارس فِي آلَاف من العربان ليحولوا بَين الفرنج وَبَين دمياط وسارت الشواني - وَمَعَهَا حراقة كَبِيرَة - إِلَى رَأس بَحر الْمحلة وَعَلَيْهَا الْأَمِير بدر الدّين بن حسون فَانْقَطَعت الْميرَة عَن الفرنج من الْبر وَالْبَحْر وقدمت النجمات للْملك الْكَافِي من بِلَاد الشَّام وَخرجت أُمَم الفرنج من

<<  <  ج: ص:  >  >>