للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دَاخل الْبَحْر تُرِيدُ مدد الفرنج على دمياط فَوَافى دمياط مِنْهُم طوائف لَا يحصي لَهُم عدد فَلَمَّا تَكَامل جمعهم بدمياط خَرجُوا مِنْهَا فِي حَدهمْ وحديدهم وَقد زين لَهُم سوء عَمَلهم أَن يملكُوا أَرض مصر ويستولوا مِنْهَا على مماليك البسيطة كلهَا فَلَمَّا قدمت النجدات كَانَ أَولهَا قدومًا الْملك الْأَشْرَف مُوسَى بن الْعَادِل وَآخِرهَا على السِّكَّة الْملك الْمُعظم عِيسَى وَفِيمَا بَينهمَا بَقِيَّة الْمُلُوك: وهم الْمَنْصُور صَاحب حماة والناصر صَلَاح الدّين قلج أرسلان والمجاهد صَاحب حمص والأمجد بهْرَام شاه صَاحب بعلبك وَغَيرهم فهال الفرنج مَا رَأَوْا وَكَانَ قدوم هَذِه النجدات فِي ثَالِث عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان عشرَة وتتابع قدوم النجدات حَتَّى بلغ عدد فرسَان الْمُسلمين نَحْو الْأَرْبَعين ألفا فحاربوا الفرنج فِي الْبر وَالْبَحْر وأخفوا مِنْهُم سِتّ شواني وجلاسة وبطسة وأسروا مِنْهُم أَلفَيْنِ ومائتي رجل ثمَّ ظفروا أَيْضا بِثَلَاث قطائع فتضعضع الفرنج لذَلِك وضاق بهم الْمقَام وبعثوا يسْأَلُون فِي الصُّلْح كَمَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله. وفيهَا مَاتَ قطب الدّين مُحَمَّد بن عماد الدّين زنكي بن مودود صَاحب سنجار وَقَامَ من بعده ابْنه عماد الدّين شاهنشاه ثمَّ قَتله أَخُوهُ الأمجد عمر. وَمَات نور الدّين أرسلان شاه صَاحب الْموصل فَقَامَ من بعده الْأَمِير بَحر الدّين لُؤْلُؤ بِأَمْر أَخِيه نَاصِر الدّين مَحْمُود بن القاهر عز الدّين وعمره ثَلَاث سِنِين. وفيهَا أَمر الْملك الْمُعظم عِيسَى بتخريب الْقُدس خوفًا من اسْتِيلَاء الفرنج عَلَيْهَا فخربت أسوار الْمَدِينَة وأبراجها كلهَا إِلَّا برج دَاوُد - وَكَانَ من غربي الْبَلَد - فَإِنَّهُ أبقاه وَخرج مُعظم من كَانَ فِي الْقُدس من النَّاس وَلم يبْق فِيهِ إِلَّا نفر يسير وَنقل الْمُعظم مَا كَانَ فِي الْقُدس من الأسلحة وآلات الْقِتَال فشق على الْمُسلمين تخريب الْقُدس وَأخذ دمياط. وفيهَا هدم الْمُعظم أَيْضا قلعة الطّور الَّتِي بناها أَبوهُ الْعَادِل وَعفى أثارها. وفيهَا خرجت كتب الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين الله إِلَى سَائِر الممالك بإنجاد الْملك الْكَامِل بدمياط. وفيهَا مَاتَ عز الدّين كيكاوس بن غياث الدّين كيخسرو بن قلج أرسلان بن مَسْعُود بن قلج أرسلان ملك قونية بَعْدَمَا ملك أرزن الرّوم من عَمه طغرل شاه

<<  <  ج: ص:  >  >>