وَعمرَة ثَلَاث عشرَة سنة وشهران وَثَلَاثَة أَيَّام، لم يبلغ الْحلم، وَهُوَ أول من ولي الْخلَافَة من الصّبيان، فَغلبَتْ على أُمُوره النِّسَاء والخصيان، وَأكْثر من قتل الوزراء وَمن قَامَ وبتغييرهم، فاضطربت عَلَيْهِ الْأُمُور، فَلم يقم غير أَرْبَعَة أشهر، وخلع بِعَبْد الله بن المعتز ثمَّ قتل ابْن المعتز بعد يَوْم وَلَيْلَة وأعيد المقتدر، وَخرجت القرامطة فِي أَيَّامه، وَأخذُوا الْحجر الْأسود من الْكَعْبَة إِلَى بِلَادهمْ، وَخرج عَلَيْهِ أَيْضا الديلم، وَظهر عبيد الله الْمهْدي بإفريقية ودعا لنَفسِهِ، وَقطع دَعْوَة بني الْعَبَّاس من بِلَاد الْمغرب وبرقة ثمَّ إِن المقتدر خلع مرّة ثَانِيَة، وأقيم بدله القاهر بِاللَّه مُحَمَّد بن المعتضد، ثمَّ أُعِيد المقتدر، وَغلب عَلَيْهِ أَصْحَاب الدَّوَاوِين، وَلم يجْعَلُوا لَهُ أمرا ينفذ، وَصَارَت ثمل القهرمانة إِحْدَى جواريه تجْلِس للمظالم، ويحضرها الوزراء والقضاة وَالْفُقَهَاء، وَفِي أَيَّامه انْقَطع الْحَج، وَكثر الْهزْل والمجون، وَآخر أمره أَنه قتل بَعْدَمَا أَقَامَ فِي الْخلَافَة أَرْبعا وَعشْرين سنة وشهرين وَعشرَة أَيَّام، وَقيل وَأحد عشر شهرا وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًا عِنْدَمَا خرج على الْجند وَقد شغبوا وَهُوَ متشح بالبردة النَّبَوِيَّة، فَقتل وتلوثت بِالدَّمِ. فَقَامَ من بعده القاهر باله مُحَمَّد بن المعتضد، ثمَّ خلع وكحل بمسمار، وَقد حمى فِي النَّار مرَّتَيْنِ، حَتَّى سَالَتْ عَيناهُ، بعد سنة وَسِتَّة أشهر وَثَمَانِية أَيَّام. وَآل أمره أَن كَانَ يقوم يَوْم الْجُمُعَة بالجامع، وَيسْأل النَّاس فَيَقُول: يَا معاشر النَّاس، أَنا بالْأَمْس كنت خليفتكم، وَالْيَوْم أَسأَلكُم مَا فِي أَيْدِيكُم، فَيتَصَدَّق عَلَيْهِ. وَقَامَ من بعده فِي الخلافه الراضي بِاللَّه مُحَمَّد بن المقتدر، وَفِي أَيَّامه استولى الرّوم على عَامَّة الثغور وكلان مَغْلُوبًا عَلَيْهِ مَعَ موَالِيه، لَا يقدر على شَيْء، وَمَات بعد سِتّ سِنِين وَعشرَة أشهر وَعشرَة أَيَّام، وَقيل وَتِسْعَة أَيَّام من خِلَافَته. والراضي آخر خَليفَة خَليفَة لَهُ شعر مدون، وَآخر خَليفَة انْفَرد بتدبير الجيوش وَالْأَمْوَال، وَآخر بني، وَآخر خَليفَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute