الخازندار وَقد رسم لَهُ معاونة ابْن غراب فِي الْقَبْض على ابْن الطلاوي فعندما اسْتَقر بِالنَّاسِ الْجُلُوس بعث ابْن غراب بالأمير بهاء الدّين أرسلان نقيب الجيدة فَقبض على نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سعد الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن الطبلاوي وَالِي الْقَاهِرَة وَأكْثر حَوَاشِيه وحواشي أَخِيه عَلَاء الدّين. فَلَمَّا علم ابْن غراب بِالْقَبْضِ عَلَيْهِم مد السماط ليَأْكُل النَّاس فَتقدم الْأَمِير يَعْقُوب شاه وَقبض على عَلَاء الدّين وَابْن عَمه نَاصِر الدّين وَتوجه بهما. وَوَقعت الحوطة فِي اللَّيْل على دور الْجَمِيع وتُتُبعت من الْغَد أسبابهم وأتباعهم فتجمعت الْعَامَّة وَرفعُوا الْأَعْلَام وحملوا الْمَصَاحِف ووقفوا تَحت القلعة يسْأَلُون إِعَادَة ابْن الطلاوي فَأمر بضربهم فَفرُّوا. وَأمر الْأَمِير يلبغا الْمَجْنُون الأستادار بمعاقبة ابْن الطلاوي واستخلاص الْأَمْوَال مِنْهُ وَمن حَوَاشِيه وَأَهله. وَفِي ثَانِي عشره: حمل ابْن الطبلاوي على فرس وَفِي عُنُقه طوق من حَدِيد مَعَ الْأَمِير يلبغا الْمَجْنُون وشق بِهِ الْقَاهِرَة نَهَارا حَتَّى دخل بِهِ إِلَى منزله برحبة بَاب الْعِيد فَأخْرج مِنْهُ اثْنَيْنِ وَعشْرين حمالاً مَا بَين دور وَغَيره من أَنْوَاع الفرو وَثيَاب صوف ومالاً ذُكر أَنه مبلغ مائَة وَسِتِّينَ ألف دِينَار. وَفِي ثَالِث عشره: أَخذ من دَاره أَيْضا ألف وَمِائَتَا قُفة فُلُوسًا صَرْفُها سِتّمائَة ألف دِرْهَم وَمن الدَّرَاهِم الْفضة خَمْسَة وَثَمَانُونَ ألف دِرْهَم وَجُمْلَة من الذَّهَب. وَفِي رَابِع عشره: اسْتَقر الْأَمِير الْكَبِير أيتمش الأتابك فِي نظر المارستان المنصوري عوضا عَن ابْن الطبلاوي. وَفِي سادس عشره: طلب ابْن الطبلاوي الْحُضُور إِلَى مجْلِس السُّلْطَان فَلَمَّا حضر طلب من السُّلْطَان أَن يُدنيه مِنْهُ فاستدناه حَتَّى بَقِي على قدر ثَلَاثَة أَذْرع مِنْهُ قَالَ لَهُ: تكلم. قَالَ: أُرِيد أسار السُّلْطَان فِي أُذُنه فَلم يُمكنهُ من ذَلِك فألح ابْن الطلاوي فِي طلب مسارة السُّلْطَان فِي أُذُنه حَتَّى استراب مِنْهُ وَأمر بإبعاده واستخلاص المَال مِنْهُ. فَمضى بِهِ الْأَمِير يَلْبُغا الْمَجْنُون حَتَّى خرج من مجْلِس السُّلْطَان إِلَى بَاب النّحاس حَيْثُ يجلس خَواص الخدام الطواشية فَجَلَسَ ابْن الطبلاوي هُنَاكَ ليستريح وَضرب نَفسه بسكين كَانَت مَعَه ليقْتل نَفسه فَلم يكن سوى أَنه جرح نَفسه فِي موضِعين وثار بِهِ من مَعَه ومنعوه من قتل نَفسه وَأخذُوا السكين. وَوَقعت الصرخة حَتَّى بلغ السُّلْطَان الْخَبَر فَلم يشك فِي أَنه أَرَادَ اغتياله وَقَتله بِهَذِهِ السكين فَأمر بتَشْديد عُقُوبَته فَمضى بِهِ الْأَمِير يَلْبُغَا وعاقبه فأظهر فِي سَابِع عشره خبية فِيهَا مبلغ ثَلَاثِينَ ألف دِينَار ثمَّ دلَّ على
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute