للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشريف. وَجلسَ السُّلْطَان على الْعَادة فِي يومي الثُّلَاثَاء والسبت للنَّظَر فِي الْمَظَالِم. وَاسْتقر الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن طَلي وَالِي قليوب عوضا عَن الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن قرابغَا الألناقي. وَفِي عشرينه: أنعم على إينال بن إينال بِخبْز أَخِيه مُحَمَّد وعَلى كل من سودن من زَاده تغري بردي الجلباني ومنكلي بغا الناصري وبكتمر جَلَق الظَّاهِرِيّ وَأحمد بن عمر الحسني بإمرة طبلخاناه. وأنعم على كل من بشباي وتَمُربُغا من باشاه وشاهين من إِسْلَام وجوبان العثماني وجَكَم من عوض بإمرة عشرَة. وَفِي خَامِس عشرينه: طلع رجل عجمي إِلَى السُّلْطَان - وَهُوَ جَالس للْحكم بَين النَّاس - وَجلسَ بجانبه وَمد يَده إِلَى لحيته فَقبض عَلَيْهَا وسبه سباً قبيحاً فبادر إِلَيْهِ رُؤُوس النوب وأقاموه ومروا بِهِ وَهُوَ مُسْتَمر فِي السب فَسلم إِلَى الْوَالِي فَنزل لجه وضربه أَيَّامًا حَتَّى مَاتَ. وَفِي يَوْم الْخَمِيس سلخه: خلع الْأَمِير تَاج الدّين عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج بن نقُول الأرمني الْأَسْلَمِيّ وَالِي قطا وَاسْتقر فِي الوزارة عوضا عَن الْوَزير الصاحب بدر الدّين مُحَمَّد بن الطوخي وَكَانَ بَدْء أمره. وَسبب ولَايَته أَن أَبَاهُ كَانَ نَصْرَانِيّا من النَّصَارَى الأرمن الَّذين قدمُوا إِلَى الْقَاهِرَة فأظهر الْإِسْلَام وخدم صيرفياً بِنَاحِيَة منية عقبَة من الجيزة مُدَّة ثمَّ انْتقل إِلَى قطا وخدم بهَا صيرفياً. وَمَات هُنَاكَ فاستقو ابْنه عبد الرَّزَّاق هَذَا عوضه وباشر الصّرْف بقطا مُدَّة ثمَّ سمت نَفسه إِلَى أَن اسْتَقر عَاملا بهَا فباشر زَمَانا. وانتقل من عمالة قطا إِلَى وَظِيفَة الِاسْتِيفَاء فوعد بِمَال وَاسْتقر فِي نظر قطا ثمَّ جمع إِلَيْهَا الْولَايَة وَلم يسْبق إِلَى ذَلِك فباشرهما مُدَّة. وَترك زِيّ الْكتاب وَلبس القباء والكلفتاه وَشد السَّيْف فِي وَسطه وَصَارَ يَدعِي بالأمير بَعْدَمَا كَانَ يُقَال لَهُ الْعلم. ثمَّ صَار يُقَال لَهُ القَاضِي وتشدد على النَّاس فِي أَخذ المكوس وَكثر مَاله فوشى بِهِ إِلَى الصاحب بدر الدّين مُحَمَّد بن الطوخي فندب إِلَيْهِ الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن الزين الْحلَبِي فَسَار إِلَيْهِ وصادره وَضرب ابْنه عبد الْغَنِيّ - وَكَانَ صَغِيرا - بِحَضْرَتِهِ وَأخذ مِنْهُ مَالا جزيلاً يُقَارب الْألف ألف دِرْهَم فحنق من الْوَزير وَكتب إِلَى السُّلْطَان يسْأَل فِي الْحُضُور فَأذن لَهُ وَقدم فأوصله المهتار زين الدّين عبد الرَّحْمَن إِلَى السُّلْطَان فِي خُفْيَة فرافع الْوَزير بِمَا وغر عَلَيْهِ صدر السُّلْطَان وَنزل وَقد رسم لَهُ أَن ينزل عِنْد الْوَزير فَأَقَامَ بداره وتحدث فِي الوزارة مَعَ خَواص السُّلْطَان فثقل مقَامه على الْوَزير وَاسْتَأْذَنَ السُّلْطَان فِي سَفَره إِلَى قَطْعِيا فَلم يَأْذَن لَهُ، وَبعث إِلَى ابْنه عبد الْغَنِيّ بخلعة، وَجعله فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>