الْحَاجِب. وفر مبارك شاه وطبج فأدركا وَقبض عَلَيْهِمَا. وَبلغ ذَلِك يلبغا أستادار - وَكَانَ خَارج الْقصر - فَخلع خلعته وسل سَيْفه وَنزل من القلعة إِلَى دَاره. وأحضر الخاصكية الْأُمَرَاء الْمَقْبُوض عَلَيْهِم إِلَى عِنْد الْأَمِير أيتمش - وَقد بهت وأسكت - فقيدوا أرسطاي رَأس نوبَة وتمراز وتمربغا المنجكي وطغنجي أحد أُمَرَاء الطبلخاناه وطولو وبلاط من الطبلخاناه أَيْضا. وأطلقوا من عداهم. واستدعي يلبغا أستادار فَلَمَّا حضر قبض عَلَيْهِ وَقيد. وَأنزل بالأمراء الْمَقْبُوض عَلَيْهِم إِلَى الحراقة فأحضروا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فِي لَيْلَة السبت ثَالِث عشرينه ارسطاي وتمراز وطولو. وأحضروا إِلَى دمياط تمربغا المنجكي وبلاط السَّعْدِيّ وطغنجى الأشرفي. وعصروا الْأَمِير يلبغا ليحضر المَال وأسلموه إِلَى القَاضِي سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن غراب ليحاسبه فَنزل بِهِ إِلَى دَاره. وسألوا يلبغا السالمي بوظيفة الأستادارية فَامْتنعَ فعرضوها على ابْن سنقر وَابْن قطينة فَلم يوافقا فَخلع على الْأَمِير زين الدّين مبارك شاه واستَقر أستاداراً عوضا عَن يلبغا الْمَجْنُون فِي ثَالِث عشرينه. وَفِيه أَمر بِالنَّفَقَةِ على المماليك فَتَوَلّى الْإِنْفَاق عَلَيْهِم يلبغا السالمي وَأعْطى بِحَضْرَة السُّلْطَان كل مَمْلُوك من أَرْبَاب الخدم الجوانية سِتِّينَ دِينَارا صرف كل دِينَار ثَلَاثِينَ درهما وكل وَاحِد من أَرْبَاب الأشغال البرانية خَمْسمِائَة دِرْهَم. وَنُودِيَ أَن يكون سعر الدِّينَار ثَلَاثِينَ درهما فَإِن النَّاس كَانُوا قد توقفوا فِي الذَّهَب بعد موت السُّلْطَان وانحط من ثَلَاثِينَ إِلَى ثَلَاثَة وَعشْرين درهما الدِّينَار فشق ذَلِك على النَّاس وخافوا الخسارة لما كَانُوا يَظُنُّونَهُ من انحطاط سعر الذَّهَب فجَاء الْأَمر بِخِلَاف
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute