للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كَانَ بالمرج من غوطة دمشق فَلم يشْعر النَّاس بِهِ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء - الْعشْرين مِنْهُ - حَتَّى حضر إِلَى دَار السَّعَادَة ثلث اللَّيْل. فَلَمَّا أصبح استدعى الْأَمِير جمال الدّين يُوسُف الهذباني نَائِب القلعة بِحجَّة أَن الْملك الظَّاهِر طلبه فعندما نزل إِلَيْهِ قبض عَلَيْهِ وَبعث من تسلم القلعة فَكثر كَلَام النَّاس إِلَى أَن أذن الظّهْر وصل فَارس دوادار تنم من مصر وَأخْبر بِمَوْت الْملك الظَّاهِر وَإِقَامَة ابْنه النَّاصِر وتحكم الْأَمِير أيتمش وَأَن سودون الطيار قادم بالخلعة والتقليد. فَخرج الْأَمِير تنم إِلَى لِقَائِه وَلبس الخلعة خَارج الْمَدِينَة. وَاجْتمعَ الْقُضَاة والأعيان بدار السَّعَادَة. وَقُرِئَ عَلَيْهِم كتاب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فَأَجَابُوا بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة وَنُودِيَ فِي الْبَلَد بالأمان والزينة فزينت الْأَسْوَاق ودقت الكوسات وسر النَّاس بذلك. وَأخذ الْأَمِير تنم يُصَرح بِأَن السُّلْطَان صَغِير وكل مَا يصدر لَيْسَ هُوَ عَنهُ وَإِنَّمَا هُوَ عَن الْأُمَرَاء وَأَنا وصّى السُّلْطَان لَا يعْمل شَيْء إِلَّا بمراجعتي وَنَحْو هَذَا. فترقب النَّاس بِدِمَشْق وُقُوع الْفِتْنَة وَبلغ هَذَا نَائِب حمص فَأخذ القلعة وَأخذ أَيْضا نَائِب حماة قلعتها. شهر ذِي الْقعدَة أَوله الْأَحَد: فِي ثَانِيه: ركب طغيتمر - مقدم البريدية - الْبَرِيد وَمَعَهُ ملطفات لأمراء الورسق والأمراء الأوجقية وَمُطلق لنواب المماليك والقلاع وَمِثَال لِأَحْمَد بن رَمَضَان نَائِب أذنة ولأمراء التركمان ولنائب حلب ونائب سيس وصحبته أقبية مطرزة بِفَرْوٍ وَخمْس عشرَة قِطْعَة وفوقانيات حَرِير بأطرزة زركش أَربع وَعِشْرُونَ قِطْعَة وتشاريف عدَّة كَثِيرَة. وَفِي ثالثه: فرغ تَحْلِيف المماليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>