للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَقدم الْبَرِيد من حلب إِلَى قلعه الْجَبَل فِي حادي عشرينه أَن نَائِب حلب ونائب حماة ونائب حمص باقون على الطَّاعَة وان تنم نَائِب دمشق خرج عَن الطَّاعَة وَأطلق من السجْن الْأَمِير جلبان والأمير أقبغا اللكاش والأمير أَحْمد بن يلبغا والأمير أزدمر أَخا إينال والجبغا الجمالي وخضر الكريمي فتحقق أهل الدولة حِينَئِذٍ صِحَة مَا كَانَ يشاع من عصيان تنم وَصرح الخاصكية بِأَن الْأَمِير أيتمش قد وَافقه على ذَلِك فِي الْبَاطِن وتحرزوا مِنْهُ. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشرينه: كسفت الشَّمْس قبل الْعَصْر. شهر ربيع الأول أَوله السبت: فِيهِ وَجه الْأَمِير تنم نَائِب الشَّام عسكرا إِلَى غَزَّة مَعَ الْأَمِير آقبغا اللكاش. وَفِي ثالثه: أخرج عسكرا إِلَى حلب مَعَ الْأَمِير جلبان. وَفِيه قبض على بتخاص وسجن بقلعة دمشق. وَفِي يَوْم الْخَمِيس سادسه: استدعي الْملك النَّاصِر فرج بالأمير الْكَبِير أيتمش إِلَى الْقصر وَقَالَ لَهُ: يَا عَم أَنا قد أدْركْت وَأُرِيد أَن أترشد. وَكَانَ هَذَا قد بَيته مَعَه الْأَمِير يشبك والأمير سودون طاز فِيمَن مَعَهُمَا من الخاصكية ليستبد السُّلْطَان وَيحصل لَهُم الْغَرَض فِي أيتمش والأمراء وَيمْتَنع أيتمش من تصرف السُّلْطَان فينفتح لَهُم بَاب إِلَى الْقِتَال ومحاربة أيتمش والأمراء. فَأجَاب أيتمش السُّلْطَان بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة وَاتفقَ مَعَ الْأُمَرَاء والخاصكية على ترشيد السُّلْطَان وَأَن يمتثل سَائِر مَا يرسم بِهِ. واستدعي فِي الْحَال الْخَلِيفَة وَشَيخ الْإِسْلَام سراج الدّين البُلْقِينِيّ وقضاة الْقُضَاة وقضاة العساكر ومفتو دَار الْعدْل وَكَاتب السِّرّ وناظر الْجَيْش وَغَيره مِمَّن عَادَته حُضُور الْمجَالِس السُّلْطَانِيَّة. وادعي القَاضِي سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن غراب نَاظر الْجَيْش وَالْخَاص على الْأَمِير أيتمش بِأَن السُّلْطَان قد بلغ راشداً. وَأشْهد عدَّة من الْأُمَرَاء الخاصكية بذلك فَحكم الْقُضَاة برشد السُّلْطَان وخلع على الْخَلِيفَة وَشَيخ الْإِسْلَام وقضاة الْقُضَاة وَمن حضر من بَقِيَّة الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء وعَلى الْأَمِير أيتمش. وَنزل أيتمش إِلَى دَاره الَّتِي كَانَ يسكنهَا فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة وَنقل سَائِر مَا كَانَ لَهُ بالإصطبل السلطاني وللحال دقَّتْ البشائر وَنُودِيَ فِي الْقَاهِرَة ومصر بالزينة وَالدُّعَاء للسُّلْطَان فزينتا.

<<  <  ج: ص:  >  >>