وَخرج فِي تاسعه وَمَعَهُ الْأَمِير أيتمش وَبَقِيَّة العساكر وَمن انْضَمَّ إِلَيْهِم من التركمان. وخيم على قبَّة يلبغا خَارج دمشق حَتَّى لحقه بَقِيَّة الْعَسْكَر وَمن سَار مَعَه من الْقُضَاة وَعمل الْأَمِير جركس أَبُو تنم نَائِب الْغَيْبَة. وَفِي حادي عشره: رَحل الْأَمِير تنم من ظَاهر دمشق وَتَبعهُ ابْن الطبلاوي فِي ثَانِي عشره. وَسَار نَائِب طرابلس بعسكره ساقة. وَكَانَ تنم من حِين قدم عَلَيْهِ أيتمش يعْمل كل يَوْم موكباً أعظم من الآخر حَتَّى قيل إِنَّه أعظم من موكب الْملك الظَّاهِر وَكَانَ يركب بالدف والشبابة والجاويشية وَالشعرَاء. وَفِي خدمته من الْأُمَرَاء مقدمي الألوف مَا يزِيد على خَمْسَة وَعشْرين سوى أُمَرَاء الطبلخاناه. وَجمع من التركمان جمعا عظما. وَأخر موكب عمله بِدِمَشْق كَانَ فِيهِ عَسْكَر دمشق وطرابلس وحماة وحلب والأمير أيتمش وَمن مَعَه من المصريين وَمن انْضَمَّ إِلَيْهِم من التركمان فِي نَحْو أَرْبَعَة آلَاف. وانفق من الْأَمْوَال على العساكر مَا لَا يحصي وأنعم عَلَيْهِم من الْخَيل وَالْجمال وَالْعدَد وآلات الْحَرْب. مِمَّا لَا يعبر عَنهُ فَصَارَ فِي جَيش عَظِيم جدا. وَفِي غيبته أَخذ الْأَمِير جركس أَبُو تنم نَائِب الْغَيْبَة بِدِمَشْق فِي طرح مَا بَقِي من السكر على النَّاس فَكثر الدُّعَاء عَلَيْهِم بِسَبَب ذَلِك. وَكَانَ الْفساد قد عَم بوصول العساكر إِلَى دمشق وظلموا النَّاس خَارج الْبَلَد ونزلوا فِي الْخَانَات والحوانيت والدور والبساتين بِغَيْر أُجْرَة وعاثوا وأفسدوا كثيرا لاسيما عَسْكَر طرابلس فَلذَلِك أَخذهم الله أَخْذَة رابية - كَمَا يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله. وَفِي يَوْم السبت تاسعه: قدم الْبَرِيد من الْبحيرَة على الْأَمِير بيبرس نَائِب الْغَيْبَة بديار مصر أَن الْأَمِير سودون المأموري سَار بالأمراء من دمياط إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة. فَلَمَّا وصل بهم إِلَى ديروط لقِيه الشَّيْخ المعتقد عبد الرَّحْمَن بن نَفِيس الديروطي وأضافه. فعندما قعد هُوَ والأمراء للْأَكْل ثار يلبغا الْمَجْنُون وَبَقِيَّة الْأُمَرَاء على سودون المأموري وقبضوا عَلَيْهِ وعَلى مماليكه. وبينما هم فِي ذَلِك إِذْ قدمت حراقة من الْقَاهِرَة فِيهَا الْأَمِير كمشبغا الخضري وأياس الكمشبغاوي وجقمق البجمقدار وأمير آخر وَالْأَرْبَعَة فِي الْحَدِيد ليسجنوا فِي الْإسْكَنْدَريَّة. فَدخلت الحراقة شاطئ ديروط ليقضوا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute