حَاجَة لَهُم فأحاط بهم يلبغا الْمَجْنُون وخلص الْأَرْبَعَة المقيدين وَضرب الموكلين بهم وَكتب إِلَى نَائِب الْوَجْه البحري بالحضور إِلَيْهِ. وَأخذ خُيُول الطواحين وَسَار. بِمن مَعَه إِلَى مَدِينَة دمنهور وطرقها بَغْتَة وَقبض على متوليها. وأتته العربان فَصَارَ فِي عدَّة كَبِيرَة ونادى فِي إقليم الْبحيرَة بحط الْخراج عَن أَهلهَا وَأخذ مَال السُّلْطَان الَّذِي استخرج من تروجة وَغَيرهَا. وَبعث يَسْتَدْعِي بِالْمَالِ من النواحي. فَكتب بذلك إِلَى السُّلْطَان والأمراء فوردت كتبهمْ إِلَى نَائِب الْإسْكَنْدَريَّة بالاحتراز والتيقظ وَإِلَى أكَابِر العربان بالإنكار عَلَيْهِم وإمساك يلبغا الْمَجْنُون وَمن مَعَه وَكتب إِلَى الْأَمِير بيبرس بتجريد الْأَمِير أقباي الطرنطاي حَاجِب الْحجاب والأمير أينال باي بن قجماس والأمير بيسق أَمِير أخور والأمير أينال حطب رَأس نوبَة وَأَرْبَعمِائَة من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَمِثَال إِلَى عربان الْبحيرَة بحط الْخراج عَنْهُم لمُدَّة ثَلَاث سِنِين. ثمَّ إِن يلبغا عدى من الْبحيرَة إِلَى الغربية فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشره خوفًا من عرب الْبحيرَة. وَدخل الْمحلة وَنهب دَار الْوَالِي وَدَار إِبْرَاهِيم بن بدوي كبيرها وَأخذ مِنْهُ ثَلَاثمِائَة قفة فلوس وست قفاف عَن كل قفة مبلغ خَمْسمِائَة دِرْهَم. ثمَّ عدى بعد أَيَّام من سمنود إِلَى بر أشموم طناح وَسَار إِلَى الشرقية وَنزل على مشتول الطواحين وَسَار مِنْهَا إِلَى العباسة فارتجت الْقَاهِرَة وَبعث الْأَمِير بيبرس إِلَى مرابط الْخُيُول على البرسيم فأحضرها. وَورد الْخَبَر بمخامرة كاشف الْوَجْه القبلي مَعَ هوارة فَكثر الِاضْطِرَاب وَاشْتَدَّ الْخَوْف وَتعين الْأَمِير مبارك شاه إِلَى سفر الصَّعِيد وَشرع فِي اسْتِخْدَام الأجناد. وعزم الْأَمِير بيبرس أَن يخرج إِلَى الْمَجْنُون. وَفِي رَابِع عشره: ورد كتاب السُّلْطَان بِالْقَبْضِ على شرف الدّين مُحَمَّد بن الدماميني قَاضِي الْإسْكَنْدَريَّة فَقبض عَلَيْهِ من منزله بِالْقَاهِرَةِ وسجن فِي برج بقلعة الْجَبَل. وَعظم الإرجاف بهجوم يلبغا الْقَاهِرَة فَسدتْ الخوخ فِي سَابِع عشره وغلقت أَبْوَاب الْقَاهِرَة من عشَاء الْآخِرَة وَخرج الْأَمِير أقباي والأمير يلبغا السالمي والأمير بيسق والأمير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سنقر أستادار الذَّخِيرَة والأملاك فِي ثَلَاثمِائَة من المماليك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute