للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

السُّلْطَانِيَّة إِلَى ملاقاة يلبغا الْمَجْنُون بالعباسة فِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشرينه وَسَارُوا. وَفِيه قدم يشبك العثماني وعَلى يَده كتاب السُّلْطَان بوصوله إِلَى تل العجول - ظَاهر مَدِينَة غَزَّة - فِي ثامن عشره وَقد برز نَائِب حماة ونائب صفد وأقبغا اللكاش وتغري بردى وَفَارِس وأرغون شاه وَيَعْقُوب شاه وَفَارِس نَائِب ملطية فِي عدَّة من أُمَرَاء الشَّام وحلب وَغَيرهَا تبلغ عدتهمْ نَحْو خَمْسَة آلَاف فَارس يُرِيدُونَ الْحَرْب فلقيتهم عَسَاكِر السُّلْطَان وقاتلوهم من بكرَة النَّهَار إِلَى وَقت الظّهْر. مخرج اللكاش وَانْهَزَمَ فِي جمَاعَة وَدخل فِي الطَّاعَة الْأَمِير دمرداش المحمدي نَائِب حماة والأمير ألطبغا العثماني نَائِب صفد والأمير صراي تمر الناصري أتابك العساكر بحلب وجقمق نَائِب ملطية وَفرج بن منجك فِي عدَّة من الْأُمَرَاء والأجناد. وَملك السُّلْطَان غَزَّة من يَوْمه فدقت البشائر بذلك وَنُودِيَ بزينة الْقَاهِرَة ومصر فزينتا وخلع على يشبك العثماني وَلما أَرَادَ الله أنكر شخص يُقَال لَهُ سراج الدّين عمر الدمياطي - من صوفية خانقاة شيخو - أَن يكون هَذَا الْخَبَر صَحِيحا فَقبض عَلَيْهِ وَضرب على كَتفيهِ ضربا مبرحاً وَشهر على حمَار قد أركبه مقلوباً وَجهه إِلَى جِهَة ذَنبه وطيف بِهِ الْقَاهِرَة ثمَّ سجن بخزانة شمائل فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشرينه. وَفِي خَامِس عشرينه: كَانَ الْعَسْكَر قد وصل إِلَى نَحْو العباسة فَلم يقفوا ليلبغا على خبر وَقيل لَهُم إِنَّه سَار إِلَى قطيا فَنزل الْأُمَرَاء بالصالحية فَلم يرَوا أحدا فعادوا إِلَى الْقَاهِرَة. وَسَار ابْن سنقر وبيسق نَحْو بِلَاد السباخ فِي طلبه فَلم يجداه فعادا فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشرينه إِلَى غيفا وَأَقَامَا فَلم يشعرا إِلَّا ويلبغا الْمَجْنُون قد طرقهما وَقبض عَلَيْهِمَا وَأخذ خطهما بجملة من المَال فارتجت الْقَاهِرَة لذَلِك. وَأما تنم نَائِب الشَّام فَإِن الْبَرِيد وصل إِلَى دمشق من جِهَته فِي ثَالِث عشرينه أَنه وصل إِلَى الرملة وَأَن المصريين وصلوا إِلَى غَزَّة وبعثوا إِلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمَنَاوِيّ فِي طلب الصُّلْح فدقت الكوسات لذَلِك وَأَصْبحُوا يَوْم الْأَحَد رَابِع عشرينه بِدِمَشْق فأغلقوا الْأَبْوَاب الَّتِي للمدينة وسدوها بِالْحِجَارَةِ إِلَّا بَاب النَّصْر وَبَاب الْفرج وَاحِد بَابي الْجَابِيَة وَبَاب توما فَعجب النَّاس من ذَلِك وَكثر الْكَلَام.

<<  <  ج: ص:  >  >>