بِمَجْلِس السُّلْطَان فِي كَفه عَن ذَلِك حَتَّى أذعن فمنعوا ثمَّ نزلُوا إِلَيْهِ على عَادَتهم وصاروا جَمِيعًا يَجْلِسُونَ عِنْده من غير أَن يقفوا. وَفِيه اسْتَقر عَليّ بن مُسَافر نَائِب الْوَجْه البحري وعزل أَحْمد بن أَسد. وَاسْتقر نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن صَلَاح الدّين صَالح بن أَحْمد بن السفاح الْحلَبِي فِي نظر الأحباس وعزل بدر الدّين حسن بن الْمُرضعَة وأضيف إِلَيْهِ نظر الجوالي وتوقيع الدست. وَكَانَ قد حضر مَعَ الْعَسْكَر من دمشق. وَفِي تَاسِع عشرينه: اسْتَقر الْوَزير تَاج الدّين عبد الرَّزَّاق فِي ولَايَة قطا ونظرها كَمَا كَانَ قبل الوزارة. شهر ذِي الْقعدَة أَوله الْخَمِيس: فِيهِ اسْتَقر غرس الدّين خَلِيل بن الطوخي وَالِي الجيزة وعزل الْأَمِير حسن بن قراجا العلاي. وَفِي ثَانِيه: ورد الْبَرِيد من حلب ودمشق بِأَن ألقان أَحْمد بن أويس صَاحب بَغْدَاد لما توجه إِلَى بَغْدَاد وَاسْتولى عَلَيْهَا كَانَ لقرا يُوسُف فِي مساعدته أثر كَبِير فعندما تمكن قبض على كثير من أُمَرَاء دولته وقتلهم وَأكْثر من مصادرات أهل بَغْدَاد وَأخذ أَمْوَالهم فثار عَلَيْهِ من بَقِي من الْأُمَرَاء وأخرجوه مِنْهَا وكاتبوا صَاحب شيراز أَن يحضر إِلَيْهِم فلحق ابْن أويس بقرًا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد التركماني صَاحب الْموصل واستنجد بِهِ فَسَار مَعَه إِلَيْهَا فَخرج أهل بَغْدَاد وكسروهما بعد حروب فانهزما إِلَى شاطئ الْفُرَات وبعثا يسألان نايب حلب أَن يسْتَأْذن السُّلْطَان فِي نزولهما بِالشَّام. وَأَن الْأَمِير دمرداش استدعي الْأَمِير دقماق نايب حماة إِلَى حلب وخرجا فِي عَسْكَر جَرِيدَة يبلغ عَددهمْ الْألف وكبسا ابْن أويس وقرا يُوسُف وهما فِي نَحْو سَبْعَة آلَاف فَارس فاقتتلا قتالاً شَدِيدا فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشْرين شَوَّال قتل فِيهِ الْأَمِير جاني بلث اليحياوي أتابك حلب وَأسر دقماق نَائِب حماة وَانْهَزَمَ دمرداش نَائِب حلب وَصَارَ إِلَى حلب ولحقه بعد ان افتك نَفسه بِمِائَة ألف دِرْهَم وعد بهَا وَأَن سودون بن واده - القادم من مصر إِلَى حلب بالبشارة بقدوم السُّلْطَان إِلَى مصر سالما - بعث الْمِائَة ألف إِلَيْهِمَا مبعثا إِلَيْهِ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute