للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَفِيه تكاثر جمع النَّاس بِدِمَشْق بِمن فر إِلَيْهَا من مملكة حلب وحماه وَغَيرهَا واضطربت أَحْوَال النَّاس بهَا وعزموا على مفارقتها وَخَرجُوا مِنْهَا شَيْئا بعد شَيْء يُرِيدُونَ الْقَاهِرَة. وَفِيه ركب شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين عمر البُلْقِينِيّ وقضاة الْقُضَاة والأمير أقباي حَاجِب الْحجاب والأمير مبارك شاه الْحَاجِب. وَنُودِيَ بَين أَيْديهم بِالْقَاهِرَةِ من ورقة تَتَضَمَّن أَمر النَّاس بِالْجِهَادِ فِي سَبِيل الله لعدوكم الْأَكْبَر تمرلنك فَإِنَّهُ أَخذ الْبِلَاد وَوصل إِلَى حلب وَقتل الْأَطْفَال على صُدُور الْأُمَّهَات وأخرب الدّور والمساجد والجوامع وَجعلهَا إسطبلات للدواب وَهُوَ قاصدكم يخرب بِلَادكُمْ وَيقتل رجالكم وأطفالكم وَيَسْبِي حريمكم. فَاشْتَدَّ جزع النَّاس وَكثر صراخهم وَعظم عويلهم وَكَانَ يَوْمًا شَدِيدا. شهر ربيع الآخر أَوله الْجُمُعَة: فِي ثالثه: قدم الْأَمِير أسنبغا السيفي الْحَاجِب وَأخْبر بِأخذ تمرلنك مَدِينَة حلب وقلعتها بِاتِّفَاق دمرداش مَعَه وَأَنه بعد أَن قبض عَلَيْهِ أفرج عَنهُ. وَحكي مَا نزل من الْبلَاء بِأَهْل حلب وَأَنه قَالَ لنائب الْغَيْبَة بِدِمَشْق أَن يخلي بَين النَّاس وَبَين الْخُرُوج مِنْهَا فَإِن الْأَمر صَعب وَأَن النَّائِب لم يُمكن أحدا من الْمسير. فَخرج السُّلْطَان فِي يَوْمه وَنزل بالريدانية ظَاهر الْقَاهِرَة وَتَبعهُ الْأُمَرَاء والخليفة والقضاة إِلَّا قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين يُوسُف الْمَلْطِي الْحَنَفِيّ فَإِنَّهُ أَقَامَ لمرضه. وألزم الْأَمِير يشبك قَاضِي الْقُضَاة ولى الدّين عبد الرَّحْمَن بِالسَّفرِ إِلَى دمشق فَخرج مَعَ الْعَسْكَر وَتعين الْأَمِير تمراز أَمِير مجْلِس لنيابة الْغَيْبَة. وَأقَام من الْأُمَرَاء الْأَمِير جكم من عوض فِي عدَّة من الْأُمَرَاء. وَأمر تمراز بِعرْض أجناد الْحلقَة وَتَحْصِيل ألف فرس وَألف جمل وإرسال ذَلِك مَعَ من يَقع عَلَيْهِ الِاخْتِيَار من أجناد الْحلقَة. وَفِيه اسْتَقر الْأَمِير أرسطاي من خجا عَليّ فِي نِيَابَة الْإسْكَنْدَريَّة عوضا عَن أَمِير

<<  <  ج: ص:  >  >>