للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَقدم الْخَبَر فِي ثَانِي عشرينه بِأخذ قلعة حلب وبوصول رسل تمر بِتَسْلِيم دمشق فهم نَائِب الْغَيْبَة بالفرار فَرده الْعَامَّة ردا قبيحاً وماج النَّاس وَأَجْمعُوا على الْجلاء. واستغاث الصّبيان وَالنِّسَاء فَكَانَ وقتا شنعاً وَنُودِيَ من الْغَد لَا يشهر أحد سِلَاحا وتسلم الْبِلَاد لتمر فَنَادَى نَائِب القلعة بالاستعداد للحرب فَاخْتلف النَّاس. فَقدم الْخَبَر بمجيء السُّلْطَان ففتر عزم النَّاس عَن السّفر ثمَّ تبين أَن السُّلْطَان لم يخرج من الْقَاهِرَة. وَفِي ثامن عشره: فرقت الْجمال بقلعة الْجَبَل على المماليك السُّلْطَانِيَّة. وَفِي عشرينه: نُودي بِالْقَاهِرَةِ وظواهرها على أجناد الْحلقَة أَن يَكُونُوا يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشرينه فِي بَيت الْأَمِير يشبك الدوادار للعرض عَلَيْهِ فانزعج النَّاس وَوَقع عرض الأجناد من يَوْم الْأَرْبَعَاء. وَفِي خَامِس عشرينه: ورد الْخَبَر بهزيمة نواب الشَّام وَأخذ تمرلنك حلب ومحاصرته القلعة فَقبض على الْمخبر وَحبس. وَوَقع الشُّرُوع فِي النَّفَقَة للسَّفر فَأخذ كل مَمْلُوك ثَلَاثَة آلَاف وَأَرْبَعمِائَة دِرْهَم. وَخرج الْأَمِير سودن من زَاده والأمير أينال حطب على الهجن فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشرينه لكشف هَذَا الْخَبَر. وَفِي هَذَا الشَّهْر: أَيْضا أخذت مَدِينَة حماه وَكَانَ من خَبَرهَا أَن مرزه شاه ابْن تمرلنك نزل عَلَيْهَا بكرَة يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشره وأحاط بسورها وَنهب الْمَدِينَة وَسبي النِّسَاء والأطفال وَأسر الرِّجَال وَوَقع أَصْحَابه على النِّسَاء يطؤوهن ويفتضوا الْأَبْكَار جهاراً من غير استتار وخربوا جَمِيع مَا خرج عَن السُّور. وَقد ركب أهل الْبَلَد السُّور وامتنعوا بِالْمَدِينَةِ وَبَاتُوا على ذَلِك. فَلَمَّا أَصْبحُوا يَوْم الْأَرْبَعَاء فتحُوا بَابا وَاحِدًا من أَبْوَاب الْمَدِينَة وَدخل ابْن تمر فِي قَلِيل من أَصْحَابه ونادي بالأمان. فَقدم النَّاس إِلَيْهِ أَنْوَاع المطاعم فقبلها وعزم أَن يُقيم رجلا من أَصْحَابه على حماه فَقيل لَهُ أَن الْأَعْيَان قد خَرجُوا مِنْهَا فَخرج إِلَى مخيمه وَبَات بِهِ. وَدخل يَوْم الْخَمِيس ووعد النَّاس بِخَير وَخرج. وَمَعَ ذَلِك فَإِن القلعة ممتنعة عَلَيْهِ. فَلَمَّا كَانَ لَيْلَة الْجُمُعَة نزل أهل القلعة إِلَى الْمَدِينَة وَقتلُوا من أَصْحَاب مرزه شاه رجلَيْنِ كَانَا أقرهما بِالْمَدِينَةِ فَغَضب من ذَلِك وأشعل النَّار فِي أرجاء الْبَلَد واقتحمها أَصْحَابه يقتلُون وَيَأْسِرُونَ وينهبون حَتَّى صَارَت كمدينة حلب سَوْدَاء مغبرة خَالِيَة من الأنيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>