للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأجله وأنزله عِنْده ثمَّ أذن لَهُ فِي الْمسير إِلَى مصر فَسَار إِلَيْهَا وتتابع دُخُول المنقطعين بِدِمَشْق إِلَى الْقَاهِرَة فِي أَسْوَأ حَال من الْمَشْي والعري والجوع فرسم لكل من المماليك السُّلْطَانِيَّة بِأَلف دِرْهَم وجامكية شَهْرَيْن. وَأما السُّلْطَان فَإِنَّهُ لما اسْتَقر بقلعة الْجَبَل أعَاد شمس الدّين مُحَمَّد البخانسي إِلَى حسبَة الْقَاهِرَة وَفِيه أذن للأمير يلبغا السالمي أَن يتحدث فِي كل مَا يتَعَلَّق بالمملكة وَأَن يُجهز عسكراً إِلَى دمشق لقِتَال تمرلنك فشرع فِي تَحْصِيل الْأَمْوَال وَفرض على سَائِر أَرَاضِي مصر فَرَائض فجبي من إقطاعات الْأُمَرَاء وبلاد السُّلْطَان وأخبار الأجناد وبلاد الْأَوْقَاف عَن عِبْرَة كل ألف دِينَار خَمْسمِائَة دِرْهَم ثمن فرس وجبي من سَائِر أَمْلَاك الْقَاهِرَة ومصر وظواهرها أجرته عَن شهر حَتَّى أَنه كَانَ يقوم على الْإِنْسَان فِي دَاره الَّتِي هُوَ يسكنهَا وَيُؤْخَذ مِنْهُ أجرتهَا. وجبي من الرزق - وَهِي الْأَرَاضِي الَّتِي يَأْخُذ مغلها قوم من النَّاس على سَبِيل الْبر - عَن كل فدان من زراعة الْقَمْح أَو الفول أَو الشّعير عشرَة دَرَاهِم وَعَن الفدان من الْقصب أَو القلقاس أَو النيلة - وَنَحْو ذَلِك من القطاني - مائَة دِرْهَم. وجبي من الْبَسَاتِين عَن كل فدان مائَة دِرْهَم. واستدعي أُمَنَاء الحكم والتجار وَطلب مِنْهُم المَال على سَبِيل الْقَرْض. وَصَارَ يكبس الفنادق وحواصل الْأَمْوَال فِي اللَّيْل فَمن وجد صَاحبه حَاضرا فتح مخزنه وَأخذ نصف مَا يجد من نقود الْقَاهِرَة وَهِي الذَّهَب وَالْفِضَّة والفلوس. وَإِذا لم يجد صَاحب المَال أَخذ جَمِيع مَا يجده من النُّقُود. وَأخذ مَا وجد من حواصل الْأَوْقَاف وَمَعَ ذَلِك فَإِن الصَّيْرَفِي يَأْخُذ عَن كل مائَة دِرْهَم - تستخرج مِمَّا تقدم ذكره - ثَلَاثَة دَرَاهِم. وَيَأْخُذ الرَّسُول الَّذِي يحضر الْمَطْلُوب سِتَّة دَرَاهِم وَإِن كَانَ نَقِيبًا أَخذ عشرَة دَرَاهِم. فَاشْتَدَّ الضَّرَر بذلك وَكثر دُعَاء وَفِيه خلع على الْأَمِير نوروز الحافظي والأمير يشبك الشَّعْبَانِي واستقرا مشيري الدولة مدبري أمورها. وخلع على الْأَمِير بهاء الدّين أرسلان بن أَحْمد لنقابة الْجَيْش عوضا عَن أسندمر لانقطاعه بِالشَّام. وَفِي ثَانِي عشره: خلع على القَاضِي أَمِين الدّين عبد الْوَهَّاب بن قَاضِي الْقُضَاة شمس

<<  <  ج: ص:  >  >>