بَيت آقباي حَاجِب الْحجاب فَوكل بِهِ من أخرجه من الْقَاهِرَة إِلَى بلبيس وَقبض على سودن الْفَقِيه أحد دعاة الشَّيْخ لاجين وَأخرج إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجن بهَا. وَمَا زَالَ الْأَمِير جكم ببركة الْحَبَش إِلَى لَيْلَة الْأَرْبَعَاء فاستدعي الْأَمِير يشبك الدوادار سَائِر الْأُمَرَاء فَلَمَّا صَارُوا إِلَى القلعة وكل بهم من يحفظهم حَتَّى مضى جَانب من اللَّيْل استدعى سودن طاز أَمِير أخور من الإسطبل ليحضر إِلَى عِنْد الْأُمَرَاء بالقلعة. وَقد وَقع الِاتِّفَاق على أَن سودن طاز إِذا طلع قتل هُوَ والأمراء الْمُوكل بهم فَأتى بعض الخاصكية إِلَى سودن طاز وَقَالَ لَهُ: فز بِنَفْسِك. فَلم يكذب الْخَبَر وَأخذ الْخُيُول الَّتِي بالإسطبل السلطاني وَركب بمماليكه وَلحق بالأمير جكم على بركَة الْجَيْش. فارتج الْقصر السلطاني. وَلحق كل أَمِير بداره وركبوا بأجمعهم ودقت الكوسات فَلَمَّا أصبح نَهَار الْأَرْبَعَاء نزل السُّلْطَان من الْقصر إِلَى الإصطبل وطلع إِلَيْهِ الْأُمَرَاء وَبعث إِلَى الْأَمِير جكم بِأَمَان وَأَنه يتَوَجَّه إِلَى صفد نَائِبا بهَا فَقَالَ: نَحن مماليك السُّلْطَان وَهُوَ أستاذنا وَابْن أستاذنا لَو أَرَادَ قتلنَا مَا خالفناه وَإِنَّمَا لنا غُرَمَاء يخلونا وإياهم. فَلَمَّا عَاد الرَّسُول بذلك بكي الْأَمِير يشبك وأقباي الخازندار وقطلوبغا الكركي وَدَار بَينهم وَبَين السُّلْطَان كَلَام كثير فَبعث السُّلْطَان بالأمير نوروز الحافظي وقاضي الْقُضَاة نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الصَّالِحِي وناصر الدّين الرماح أَمِير أخور إِلَى الْأَمِير جكم فِي طلب الصُّلْح فَامْتنعَ من ذَلِك هُوَ وَمن مَعَه وَقَالُوا: لابد لنا من غرمائنا وأخروا عِنْدهم الْأَمِير نوروز وَعَاد قَاضِي الْقُضَاة والرماح بذلك. فَقَالَ السُّلْطَان ليشبك دُونك وغرماءك. فَنزل إِلَى بَيته وَقد اخْتَلَّ أمره. ثمَّ عَاد إِلَى القلعة فَلم يُمكن مِنْهَا وتخفي عَنهُ المماليك السُّلْطَانِيَّة وتركوه وَحده تَحت الإسطبل السلطاني فَلم يكن غير سَاعَة حَتَّى أقبل الْأَمِير جكم وسودن طاز ونوروز فِي عَددهمْ وعديدهم. وَصَاحب الموكب نوروز وجكم عَن يسَاره وطاز عَن يمنه وصاروا قَرِيبا من يشبك. فنادي يشبك: من قَاتل معي من المماليك يَأْخُذ عشرَة آلَاف دِرْهَم. فَأَتَاهُ طَائِفَة فَحمل عَلَيْهِ نوروز فِي من مَعَه فَانْهَزَمَ إِلَى دَاره وَقَاتل سَاعَة ثمَّ فر فنهبت دَاره وَدَار قطلوبغا وأقباي. وَقبض على أقباي فشفع فِيهِ السُّلْطَان فَترك بداره إِلَى يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشره ركب الْأَمِير جكم إِلَيْهِ. وَأَخذه وَصعد بِهِ إِلَى الإسطبل السلطاني وَقَيده. وَقبض على قطلوبغا من عِنْد الْأَمِير يلبغا الناصري وَقَيده. وَقبض على جركس المصارع من عِنْد سودن الجلب وَقَيده وَبعث الثَّلَاثَة إِلَى مَدِينَة الْإسْكَنْدَريَّة لَيْلَة السبت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute