للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أرسطاي وَاسْتقر الْأَمِير باشا باي من باكي حاجباً ثَانِيًا بديار مصر على خبز سودن الطيار بطبلخاناه. وَاسْتقر تمر الْبَرْبَرِي مهمنداراً عوضا عَن ألطبغا العثماني. وَاسْتقر كل من سودن الطيار وألطبغا سَيِّدي حاجباً بحب. وَفِيه استدعي السُّلْطَان الْأُمَرَاء إِلَى القلعة وَقَالَ لَهُم: قد كتبنَا مناشير جمَاعَة من الخاصكية بإمريات بِالشَّام من أول رَمَضَان فَلم لَا يسافروا فَقَالَ الْأَمِير نوروز: مَا هَذَا مصلحَة إِذا أرسل السُّلْطَان هَؤُلَاءِ من يبْقى. وَوَافَقَهُ سودن المارديني على ذَلِك. فَقَالَ السُّلْطَان: من رد مرسومي فَهُوَ عدوي فَسكت الْأُمَرَاء وَأمر السُّلْطَان بالمناشير أَن تبْعَث إِلَى أَرْبَابهَا. فَلَمَّا نزلت إِلَيْهِم امْتَنعُوا من السّفر وَمِنْهُم من رد منشوره فغصب السُّلْطَان وَأصْبح الْجَمَاعَة يَوْم الْأَحَد وَقد اتَّفقُوا مَعَ الْأُمَرَاء وصاروا إِلَى الْأَمِير نوروز وتحدثوا مَعَه فِي أَلا يسافروا فَاعْتَذر إِلَيْهِم وبعثهم إِلَى سودن المارديني رَأس نوبَة فحدثوه فِي ذَلِك. وَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى ركب إِلَى الْأَمِير يشبك الدوادار وحدثه فِي أَلا يسافروا فَأَغْلَظ فِي الرَّد عَلَيْهِ وهددهم بالتوسيط إِن امْتَنعُوا وَبَعثه إِلَى السُّلْطَان ليحدثه فِي ذَلِك فَصَعدَ القلعة وَسَأَلَ السُّلْطَان فِي إعفائهم من السّفر وأعلمه أَنه قد اتّفق مِنْهُم نَحْو الْألف تَحت القلعة وهم مجتمعون. فَبعث السُّلْطَان إِلَيْهِم أحد الخاصكية يَقُول لَهُم: نَحن مَا خليناكم بِلَا رزق بل عملناكم أُمَرَاء. فَمَا هُوَ إِلَّا أَن بَلغهُمْ ذَلِك ثَارُوا عَلَيْهِ وضربوه حَتَّى كَاد يهْلك. وبينما هم فِي ضربه إِذا بالأمير قطلوبغا الكركي والأمير أقباي الخازندار نزلا من القلعة فَمَال عَلَيْهِم المماليك يضربونهم بالدبابيس إِلَى أَن سقط قطلوبغا فتكاثر عَلَيْهِ مماليكه وَحَمَلُوهُ إِلَى بَيته وَنَجَا أقباي إِلَى بَيت الْأَمِير يشبك. وَمَاجَتْ الْبَلَد فَنُوديَ آخر النَّهَار أَن الْأُمَرَاء والمماليك السُّلْطَانِيَّة يطلعون من غَد إِلَى القلعة وَمن لم يطلع حل دَمه وَمَاله للسُّلْطَان. فطلع الْأَمِير يشبك ونوروز وآقباي الخازندار وقطلوبغا الكركي إِلَى القلعة بعد عشَاء الْآخِرَة وَبَاتُوا بهَا إِلَّا نوروز فَإِنَّهُ أَقَامَ مَعَهم سَاعَة ثمَّ نزل. وطلع أَيْضا غَالب المماليك. وَأَصْبحُوا يَوْم الِاثْنَيْنِ تاسعه فطلع جَمِيع الْأُمَرَاء والمماليك إِلَّا الْأَمِير جكم وسودن الطيار وقاني باي العلاي وقرقماش الأينالي وتمربغا المشطوب وجمق فِي عدَّة من أَعْيَان المماليك مِنْهُم يشبك العثماني وقمج وبرسمبغا وطراباي وَبَقِيَّة خَمْسمِائَة مَمْلُوك فَإِنَّهُم لبسوا السِّلَاح ووقفوا تَحت القلعة حَتَّى تضحى النَّهَار ثمَّ مضوا إِلَى بركَة الْحَبَش ونزلوا عَلَيْهَا. فَبعث الْأَمِير يشبك الدوادار - نقيب الْجَيْش - إِلَى الشَّيْخ لاجين قبض عَلَيْهِ وَحمله إِلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>